خلفيتها ومسيرتها المبكرة
ولدت هداء غدار في لبنان، لكنها عاشت في نيجيريا منذ طفولتها حتى سنّ 16 عامًا، ثم عادت إلى لبنان لإكمال دراستها الجامعية وانتقلت لاحقًا إلى لندن.
نشأت في نيجيريا وشكلت هناك شخصيتها، فكونت صلابة ومرونة من مواجهة التحديات، وهو ما مهد الطريق لاكتشاف شغفها الحقيقي بكرة القدم.
كان شغفها بكرة القدم قدرها ونبضها الداخلي، ورغم أن ممارسة الفتيات لهذه الرياضة لم تكن مألوفة في لبنان، فإنها منحتها الحرية والفرح وغاية واضحة في الحياة.
هذا الشغف جعلها مصممة على الاستمرار مهما واجهت من تحديات أو صور نمطية، لكن مرّاتها مع أربع عمليات جراحية وكثير من الإصابات كانت من أصعب اللحظات في مسيرتها. أحيانًا شعرت أن كل شيء قد سُلب منها، لكن إيمانها وحبها لكرة القدم ودعم عائلتها وزميلاتها في الفريق منحها القوة للاستمرار، ووعدت نفسها بأنها ستبقى مرتبطة باللعبة حتى إن لم تتمكن من اللعب مجددًا.
التجربة مع المنتخب اللبناني والأوضاع
العب مع منتخب لبنان لكرة الصالات منحها شرفًا عظيمًا وذكريات لا تُنسى، وتذكرها بأن التضحية كانت تستحق العناء.
شددت على أن الدعم المخصص للرياضة النسائية في لبنان لم يكن كافيًا، فالموهبة والشغف موجودان دوماً، لكن البنية التحتية والاستثمار والفرص كانت محدودة، ومع دعم مستمر كان يمكن للبنانيات بلوغ مراتب أعلى.
بريك ثرو أكاديمي ورؤية نيجيريا
تأسست أكاديمية بريك ثرو كحلم رافقها سنوات طويلة، بعد ما مرّت به كرياضية من صعوبات ونقص بنية وتنظيم. رغبت في بناء منظومة تمنح اللاعبين الناشئين فرصاً حقيقية وتوجيهاً صحيحاً وإيماناً بقدرتهم على تحقيق إنجازات عظيمة من خلال كرة القدم.
في البداية استغرب بعض الرجال من أن تقودها امرأة، لكن مع معرفتهم بانضباطها وشغفها اكتسبت الاحترام تدريجيًا. واجهت تحديات، لكنها آمنت بأن الاحترام يُكتسب بالعمل الجاد.
ومعجبو المواهب النيجيرية أكدوا أن الشغف والموهبة الرياضية طبيعان لدى النيجيريين، ومع التدريب الصحيح والتخطيط والفرص والهيكلة المناسبة يمكنهم بلوغ أعلى مستويات كرة القدم عالميًا. التدريب في الخارج مكنها من تحدي الحواجز الاجتماعية والثقافية، ووجودها كمدربه كسر الصورة النمطية القائلة بأن النساء لا يصلن إلى قيادة الفرق، فكل حصة وكل فريق عملت معه يُظهر أن للنساء مكانة في كرة القدم، ليس فقط كلاعبات بل أيضًا كقائدات.
الإنجازات والتوجه المستقبلي
الإنجاز الذي تفخر به أكثر من غيره هو تأسيس أكاديمية بريك ثرو. الإصابات منعتها من بلوغ أقصى ما تطمح إليه كلاعبة، لكنها تؤمن بأن البناء للأجيال القادمة يمنحها رضا لا مثيل له. ارتداء قميص المنتخب ظل محطة مضيئة، ولكن ما تراه ثميناً أكثر هو أن تترك شيئاً يستمر بعد رحيلها.
تشير إلى أنها تدرب حاليًا الفئات العمرية بين 12 و18 عامًا وتخطط لاحقاً لتوسيع العمل ليشمل جميع الفئات العمرية.
التعليم والتطور الشخصي
ساعدتها درجة الماجستير في علم النفس بشكل هائل على فهم الرياضيين وكيفية دعمهم نفسياً والتواصل معهم بطرق حقيقية، إضافة إلى أن تجربتها العملية في لندن منحتها رؤية مختلفة عن جسم الرياضي وجسده، ما أضاف توازنًا بين العلم والرياضة في دورها كمدربة وقائدة.
المستقبل ورسالة إلى الفتيات
مستقبلها ما زال مفتوحاً أمام احتمالات كثيرة، لبنان سيبقى جزءاً منها، لكنها في الوقت الراهن تركز على نيجيريا وخارجها لتقديم أثر أكبر ودفع النساء إلى أعلى المستويات في كرة القدم. كما تسعى لمساعدة الرياضيين النيجيريين على بلوغ أعلى المستويات بمودة وثقة في موهبتهم وشغفهم وقدراتهم العالمية.
إلى كل فتاة لبنانية تحلم بممارسة كرة القدم أو أي رياضة: لا تسمحي للعقبات أن تحدد مستقبلك، فالمسير ليس سهلاً، والناس قد يشكون، لكن شغفك وإصرارك أقوى من أي تحدٍّ. استمري في العمل وواجهي الصعاب، فقرارك اليوم كسر الحواجز سيكون طريقاً أسهل للأجيال القادمة.
دعوة للاستثمار والدعم
توجهت هداء برسالة إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة تدعوهم للاستثمار في كرة القدم النسائية بالجدية نفسها التي تُمنح للرجال، عبر إقامة دوريات متسقة ومنشآت أفضل وأكاديميات ناشئة للفتيات وفرص للمدربات. تؤكد أن النساء اللبنانيات يمتلكن الموهبة والرغبة، ويفقترن فقط إلى منظومة ودعم ليصلن إلى كامل إمكاناتهن.







