رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | طرابلس الليبية.. صراع السلطة والسلاح يهدد استقرار البلاد

شارك

تشهد طرابلس تصاعد مؤشرات الانفجار الأمني مجددًا في مشهد ميداني متوتر تتحكم فيه الحشود العسكرية وتخيم عليه أصوات الرصاص، فصار المدينة ثكنة مفتوحة تتحرك فيها آليات عسكرية بين شوارعها وتغلب أصوات السلاح على هموم المواطنين.

يتصاعد التوتر بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وقوة الردع الخاصة، إحدى أبرز الفصائل المسلحة في الغرب الليبي، ما يوحي بأن البلاد مقبلة على مرحلة حرجة تعيد سيناريوهات الفوضى التي عاشتها ليبيا منذ سقوط القذافي.

طبول حرب تقترب من طرابلس

اليوم ليست طرابلس مدينة عادية، بل تحولت إلى منطقة تشهد انتشاراً مكثفاً للكتائب وحشود عسكرية وتزايد الاستنفار، ما يجعل السكان يقظين من احتمال انفجار صراع مفتوح ويقلقهم من تأثيره على حياتهم اليومية.

حذر محمد السلاك، المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي، من مخاطر التصعيد العميق في البنية الأمنية وتداعيات تصفية جهاز دعم الاستقرار في مايو الماضي، وهو ما قلب موازين القوى والتحالفات داخل طرابلس.

صراع بين الحكومة والردع وتداعياته

يوضح السلاك أن الصراع ليس خلافًا بين طرفين فحسب، بل هو انعكاس لصراع أوسع على السلطة والنفوذ؛ إذ تفقد الحكومة أدواتها تدريجيًا بينما يزداد نفوذ الأجهزة الأمنية والعسكرية الموازية.

قرار الحكومة بمحاولة السيطرة على قاعدة معيتيقة بما تمثله من مقر رئيسي لقوة الردع يشعل شرارة مواجهة مفتوحة ويثير قلق سكان مناطق مثل سوق الجمعة والتجرورة والزواية وغيرها من ترديد مخاطر انزلاق الصراع إلى أحيائهم.

وقف إطلاق النار على المحك وتداعياته

اقتراب أي صراع واسع في طرابلس قد يقوض اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2020، وهو ما يعيد البلاد إلى فوضى يصعب احتواؤها والسيطرة عليها.

يؤكد السلاك أن صراع العاصمة يعني تهديد وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية، ما يفرض تحذيراً من تبعات قد تتجاوز العاصمة إلى كامل الجغرافيا الليبية.

السلطة والسلاح: علاقة تشابكية معقدة

تتداخل المصالح السياسية مع القوة العسكرية في ليبيا، فالقوى السياسية تعتمد على فصائل مسلحة لتثبيت حضورها، وتستخدم هذه الأخيرة شرعية السياسة لضمان وجودها، وهو ما يجعل أي حل سياسي هشاً وقابلاً للانهيار عند أول اختلاف.

ورغم محاولات الوسطاء ووجود مبادرات تهدئة بالدعم الدولي، يظل الواقع غير مبشر بنجاح سريع نظرًا للتحشيد العسكري وإعادة التكديس والتوتر المستمر.

التقاعس الدولي وآفاق الانتخابات

على المستوى الدولي، تراجع الاهتمام بالملف الليبي وغياب توافق في مجلس الأمن أضعف الضغوط والتسويات، وهو ما يترك الساحة محكومة بمصالح محلية وموازين قوى معقدة.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الانتخابات مجرد حلم بعيد المنال، وتبقى الأجسام السياسية جاثمة على أنفاس الشعب الليبي، مع وعود دولية تظل حبرا على ورق.

انعكاسات محتملة على الغرب الليبي ومخرج محتمل

أي تفجر عسكري في طرابلس سيمتد آثاره إلى المناطق الغربية كالزاوية ومصراتة وزوارة بسبب الترابط بين الفصائل ومساحات النفوذ، ما يعمق الانقسامات ويزيد تعقيد المشهد.

المطلوب وفق محللين مبادرة جادة لدمج التشكيلات المسلحة في مؤسسات الدولة وتحديد مسار واضح للانتخابات مع ضمانات دولية وإقليمية لتنفيذ أي تسوية، لكن غياب الإرادة السياسية وضعف الدعم الدولي يعيقان الطريق للوصول إلى حل مستدام.

مخرج نهائي

تواجه طرابلس خياراً حاسمًا بين الدخول في مواجهة جديدة تعيد ليبيا إلى مربع الدم والفوضى أو الالتزام بمسار تهدئة يبحث عن حل سياسي يحافظ على ما تبقى من البلاد، ويبقى المواطن الليبي هو الأكثر تضررًا من هذه الصراعات دون وجود رؤية دولية فعالة ورعاية داخلية تدعم التوافق.

مقالات ذات صلة

أخترنا لك