رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | من غزة إلى الضفة.. هل تكتب إسرائيل فصلا جديدا في الحرب؟

شارك

تتحرك إسرائيل من معركة محدودة ضد حركة حماس إلى مشروع أوسع يستهدف البنية السياسية الفلسطينية برمّتها. ويُظهر الحصار المشدد والتهديدات للسلطة الفلسطينية وتوقعات بطول أمد المعركة أن هذا الفصل من الصراع لن يعود كما كان.

تؤكد تقديرات إعلامية إسرائيلية أن الجيش يطوق مدينة غزة وينفذ عمليات في مناطق لم يدخلها منذ بداية الحرب، والعمليات ليست قصيرة بل قوية ولكنه طويلة الأمد. وهو مسعى ليس مجرد عمل عسكري بل استثمار في ضغط أميركي يهدف إلى تدمير حماس.

تصريحات سموتريتش ليست محصورة بحماس فقط، فقد حذر من السلطة الفلسطينية بأنها قد تواجه مصير حماس إذا تجرأت على المساس بإسرائيل. وفي مؤتمر عن خطة فرض السيادة والضم، شدد على أن إقامة دولة فلسطينية خط أحمر مرفوض مهما كانت التحديات. بهذا تتحول التهديدات من غزة إلى مشروع سياسي أوسع في الضفة الغربية، عنوانه فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة. وهذا يفتح باب سؤال عن إعادة صياغة المعادلة الفلسطينية.

حرب تتجاوز حماس إلى مشروع استعماري

في قراءة مغايرة، يرى الدكتور أمجد شهاب أن تصريحات نتنياهو ليست إلا واجهة لبروباغندا تخفي مشروعاً أشد عمقاً: تدمير غزة وإخضاع الضفة تحت شعارات أمنية ودينية. كما يشير إلى أن استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر رفضاً واسعاً لاستمرار الحرب بالشكل الحالي، ما يفند فكرة الإجماع.

ويؤكد أن الهدف الحقيقي ليس تحرير الأسرى عسكرياً بل إنجاز صفقات كانت حماس قد أبدت موافقتها عليها. كما يحذر من أن الخطاب الديني حول نبوءات توراتية وإعادة بناء الهيكل يجعل غزة ساحة لاختبار أيديولوجي أكثر من كونها معركة محدودة.

وينبه إلى أن الخطاب الديني الذي يتحدث عن نبوءات توراتية و”إعادة الهيكل” بات حاضرًا في تبرير العنف، وهو ما يحوّل غزة إلى ساحة اختبار أيديولوجي أكثر منها معركة عسكرية محدودة.

فجوة في السرديات

تكشف المقارنة بين وجهتي نظر الزعبي وشهاب فجوة بين منظور إسرائيلي يرى الحرب كضرورة لإعادة المختطفين وإنهاء حماس، وبين منظور فلسطيني عربي يرى الحرب كأداة لخدمة مشروع استعماري يفرغ غزة والضفة ويعيد رسم خريطة المنطقة.

الضفة الغربية.. ساحة الصراع المقبلة؟

تصريحات سموتريتش لا تأتي في فراغ، فهي مرتبطة بتوسع ميداني محتمل في غزة وتُشير إلى أن الضفة ليست بمنأى عن الحرب حتى في حال غياب نشاط مسلح من حماس. يتحدث الخطاب عن نية فرض ضم واسع، وهو ما يضع السلطة الفلسطينية في دائرة التهديد.

التوازي بين غزة المحاصرة والضفة المهددة بالضم يوحي بأن إسرائيل تعيد صياغة استراتيجيتها على أساس إدارة صراع شامل وليس معركة موضعية.

إذا قال نتنياهو إن المعركة في غزة اقتربت من الحسم، فالتقديرات الميدانية الإسرائيلية تشير إلى العكس: حرب طويلة، صعبة، ومكلفة.

ويُقابل ذلك استمرار المماطلة في ملف الأسرى أو التمسك بمشروع تدمير شامل يجعل النصر المطلق بعيد المنال، وربما مستحيلاً.

ما بين الحسم والغرق في الاستنزاف

المشهد الراهن يدل على أن إسرائيل بدأت فصلًا جديدًا من الحرب يتجاوز غزة ويعيد تشكيل المشهد الفلسطيني ككل.

يبقى السؤال الرئيسي: هل تستطيع إسرائيل تحقيق حسم في ساحة يلتقي فيها الأمني والديني والسياسي والأيديولوجي، أم تقود نفسها والمنطقة إلى دوامة استنزاف طويلة بلا مخرج واضح؟

مقالات ذات صلة

أخترنا لك