رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | من أهداف 7 أكتوبر إلى اتفاق غزة

شارك

شنّت حركة حماس هجوماً واسعاً في السابع من أكتوبر، وأشعلت شرارة حرب غير مسبوقة في حدّتها وطولها على قطاع غزة.

أهداف حماس من هجوم 7 أكتوبر

كان الهدف الأول تعطيل اتفاقيات السلام بين إسرائيل ودول المنطقة، غير أن هذا الهدف لم يتحقق، إذ أعلنت الإدارة الأميركية أن مسار السلام سيستأنف من جديد وعلى نطاق أوسع، ما يعني أن المسار لم يُلغَ بل ربما سرّعت إعادة صياغته وفق توازنات جديدة.

كان الهدف الثاني تعزيز موقع حماس السياسي والعسكري، وإظهارها كقوة فلسطينية قادرة على فرض معادلات جديدة. لكن النتيجة جاءت عكس ذلك، إذ أدت الحرب إلى ابتعاد الحركة عن الحكم في غزة، وتراجع الدعم الشعبي داخل القطاع، إضافة إلى عزلة سياسية ودبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي.

أما الهدف الثالث فكان إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وترويج فكرة “تبييض السجون”. لكن الواقع كان مغايراً، فارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين إلى أكثر من 16 ألفاً، بينما لا يُتوقع أن يفرج اتفاق غزة عن أعداد كبيرة من المعتقلين.

الهدف الرابع كان تحقيق انتصار عسكري ومعنوي ساحق ضد إسرائيل. غير أن الحصيلة جاءت عكسية، فقتِل كثير من قادة حماس العسكريين والسياسيين، وتعرض هيكلها التنظيمي لتفكيك تدريجي، ما أضعف قدرتها على السيطرة الميدانية كما كانت قبل الحرب.

أما الهدف الخامس فكان فك الحصار عن غزة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية. إلا أن الحصار ظل قائماً، وتفاقمت المعاناة الإنسانية، وتقلّصت مساحة غزة بفعل العمليات العسكرية، فيما أطلقت إسرائيل مشاريع لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، ما جعل أحد أبرز شعارات الحرب يعكس نتائج معاكسة تماماً.

النتائج والواقع النهائي

أخيرا، تحاول حماس تقديم الحرب باعتبارها أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، إلا أن هذا “الانتصار الرمزي” جاء على حساب دماء آلاف الأشخاص ومأساة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.

من خلال ما سبق، يتضح أن الأهداف المعلنة في 7 أكتوبر والنتائج التي فرضها الواقع بعد عامين من الحرب تسير في اتجاهين متعاكسين. فبدلاً من كسر الحصار أو تغيير المعادلات، وجدت الحركة نفسها أمام عزلة سياسية وخسائر ميدانية وبشرية كبيرة.

مقالات ذات صلة