أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين إسرائيل وحماس كمرحلة أولى من خطة ترامب للسلام في غزة، موجهًا الأفق نحو إطلاق سراح الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه، مع تأكيد أن هذه الخطوات تمهيد لسلام قوي ودائم، ولإعادة إعمار غزة بمشاركة دول الجوار والجهات الإقليمية، وقد يترك أثره في المنطقة وربما يشمل لاحقاً إيران.
ترحيب دولي وتوقعات
رحبت الإمارات العربية المتحدة بالإعلان، مثمنة جهود قطر ومصر وتركيا في التوصل إلى الاتفاق، وأعربت وزارة الخارجية عن أملها أن يمثل خطوة إيجابية نحو إنهاء المعاناة الإنسانية وتمهيد الطريق لتسوية عادلة ودائمة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة. كما ثمنت السعودية الجهود الفاعلة للرئيس الأميركي ودور الوساطة العربية، مطمئنة إلى أن الاتفاق قد يدفع نحو انسحاب إسرائيلي كامل وخطوات عملية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
التحديات والمرحلة التالية
يبقى التنفيذ الفعلي للتفاهم هو التحدي الأكبر، وفقًا للدكتور حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في غزة، الذي قال إن التطور يعكس رغبة إدارة ترامب في الضغط على الجانب الإسرائيلي، وإن المرحلة المقبلة ستكون معقدة بسبب التعقيدات الميدانية في غزة وتوزع القوات وتحديد جداول الانسحاب، محذرًا من مخاطر فراغ سياسي في غزة إذا لم تُملأ بترتيبات انتقالية واضحة تضمن الأمن والمجتمع. وأشار إلى أن حماس أعلنت في ديسمبر 2023 استعدادها للخروج من المشهد السياسي في غزة، لكن الغموض يحيط بمن سيحكم القطاع لاحقاً، وأن القاهرة ستدعو إلى حوار فلسطيني شامل يضم 14 فصيلاً لمناقشة ترتيبات ما بعد الاتفاق.
أولويات إسرائيلية وإقليميّة
قال عضو الكنيست أكرم حسون إن الحكومة الإسرائيلية ستصادق على الاتفاق بأغلبية كبيرة رغم وجود تحفظات لدى بعض الوزراء، موضحاً أن الصفقة جرت ترتيباتها قبل نحو عشرة أيام خلال لقاء ترامب مع نتنياهو، مؤكداً أن هدف إسرائيل هو السلام مع إطلاق سراح الرهائن، لكن التحدي الأكبر سيكون خروج حماس من المشهد السياسي والعسكري في غزة، مع احتمال أن يؤدي نجاح المرحلة الأولى إلى انسحاب تدريجي وإعادة إعمار القطاع.
رؤية عربية واستشراف المستقبل
قال الدكتور أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي، إن الاتفاق يمثل انتصارًا لمعسكر الحوار على معسكر الحرب، مشيدًا بدور السعودية والإمارات والمنظومة الخليجية في الدفع نحو التسوية. وأكد الشهري أن الحوار أعاد الزخم إلى حل الدولتين، خصوصاً بعد اعتراف أكثر من مئة وستين دولة بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة لإنهاء الانقسام وبدء مرحلة إعادة الإعمار. وأضاف أن المطلوب اليوم أن يتحول الاتفاق إلى مسار دائم نحو حل شامل ينهى الصراع في الشرق الأوسط، مؤكداً أن العرب قد حققوا السلام منذ قمة فاس عام 1981، وأن الوقت حان لترجمته إلى واقع ملموس.