رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مسائل معقدة بين إسرائيل وحماس

شارك

بدأت إسرائيل وحركة حماس تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عبر تبادل الأسرى والرهائن، في خطوة جددت الآمال بإمكانية أن يمهّد الاتفاق، الذي رعتُه الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب المدمّرة المستمرة منذ عامين في القطاع.

تظل قضايا عدة عالقة، من بينها مصير سلاح حماس وهوية الجهة التي ستتولى حكم غزة ومستقبل الدولة الفلسطينية. وتُطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس، وهو شرط ترفضه الحركة طالما بقيت القوات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية.

تظل مسألة إدارة غزة غامضة، فوفق الخطة الأميركية، يُفترض تشكيل هيئة دولية تدير القطاع عبر حكومة تكنوقراطية فلسطينية، مع نشر قوة أمنية عربية–دولية ترافقها شرطة فلسطينية، وتنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيًا مع انتشار هذه القوات الدولية.

وتتضمن الخطة احتمال دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحات واسعة، بينما يشير الاتفاق إلى إمكانية بحث قيام دولة فلسطينية لاحقًا، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة.

ورغم الأجواء التفاؤلية التي رافقت بدء التنفيذ، يدرك المراقبون أن الطريق إلى سلام دائم لا يزال طويلًا، وأن نجاح المرحلة الأولى لا يعني بالضرورة نهاية الحرب التي أعادت رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.

ترامب يحتفل بالاتفاق ويدعو إلى سلام دائم

أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد وصل إلى المنطقة للاحتفال بالاتفاق، وألقى خطابًا في الكنيست دعا فيه النواب إلى اغتنام فرصة السلام، معتبراً أن إسرائيل حققت بإدارته ما يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية، والآن حان الوقت لتحويل هذه الانتصارات إلى جائزة السلام والازدهار لكل الشرق الأوسط.

وفي القاهرة، شارك ترامب إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزعماء أكثر من عشرين دولة في قمة تناولت مستقبل غزة والمنطقة بعد الحرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي غاب عن قمة القاهرة، قال أمام البرلمان إن الاتفاق ينهي الحرب بتحقيق جميع أهدافها، وأكد أن إسرائيل لن توقف عملياتها قبل تحرير جميع الرهائن وهزيمة حماس نهائيًا، رافضًا الاتهامات بأنه أطال أمد الحرب لأسباب سياسية.

احتفالات بعودة الأسرى والرهائن وآثار الحرب

في إسرائيل عادت أجواء الارتياح، مع عودة آخر 20 رهينة أحياء، ما أشاع شعورًا بأن حربًا طويلة انتهت بنهاية رمزية، فيما تعهّد آخرون بمواصلة الضغط لاستعادة جثامين الرهائن الذين ما زالوا في غزة.

أما في غزة، فعمّت فرحة عودة الأسرى الفلسطينيين الشوارع، لكنّ مشاعر الفرح امتزجت بالحزن بسبب الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب، إذ دُمّر معظم القطاع واقتصاده وتدهورت الخدمات الأساسية، بينما يظلّ من غير الواضح من سيتولى تمويل إعادة الإعمار التي قد تستغرق سنوات.

في الضفة الغربية وقطاع غزة، استقبلت حشود ضخمة الأسرى المفرج عنهم، ورفعوا شارات النصر وسط الهتافات. قال الأسير المحرر محمود فايز، الذي أُطلق سراحه بعد احتجازه العام الماضي: الحمد لله الذي أكرمنا بالحرية والفرح بعد هذا الظلم الطويل.

ضمّت قائمة المفرج عنهم نحو 1900 أسير، بينهم 250 محكومين بالسجن المؤبد، و1700 آخرين اعتقلوا خلال الحرب دون محاكمة.

مقالات ذات صلة