أظهر جانبًا جديدًا من شخصيته كمدرب حين تحول هدوءه وتوازنه إلى سلوك أكثر جدلاً، فبعد موسمه الأول مع برشلونة الذي اتسم بالدبلوماسية ظهر الطرد الأخير ضد جيرونا وتجاهل احتفال أراوخو كإشارات إلى هذا التحول.
مراحل التحول والصدامات العلنية
هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الجانب العاطفي لدى فليك؛ فكان معروفًا باستقراره في موسمه الأول مع برشلونة، إلا أن هذا الموسم كشف عن عفويته وسلوكه الغريزي، فصار أقرب إلى الصورة النمطية للمدرب العصري.
هذا الموسم لا يكتم فليك شيئًا، وبدأت التحذيرات من بداية الموسم برسالة إلى فيرمين لوبيز بشأن أدائه الضعيف، وهو أمر لم يتوقعه أحد من مدرب اعتاد على السرية وكتمان مشاكله خلف الأبواب المغلقة. قال فليك: “لم أكن سعيدًا جدًا بأدائه في فترة الإعداد، لكنه تحسن في الأسبوعين الأخيرين.” وكانت هذه الانتقادات متبوعة بالمدح لأداءه القوي ضد الفريق الإيطالي، لكنها أرسلت رسالة واضحة بأن فليك الجديد في الطريق.
تكررت رسالة النقد بعد تعادل فايييكاس مع رايو فاييكانو، حيث استخدم الألماني النكسة ليحذر فريقه: “من المهم ألا يكون هناك أناس متكبرون؛ فهذا يقتل فرص النجاح”.
لكن أبرز الخلافات كانت مع المنتخب الوطني بعد إصابة لامين يامال، إذ تبادل المدرب والمنتخب الإسباني الاتهامات خلال مؤتمر صحفي مع لويس دي لا فوينتي: “لقد ذهب بالفعل إلى المنتخب وهو متألم، هذا ليس رعاية للاعبين، المنتخب الإسباني يضم أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، لكن يجب علينا الاعتناء اللاعبين، حتى الشباب منهم، هذا يقلقني”.
واضح تحليل فليك للمشكلات المؤثرة على برشلونة هذا الموسم فوجه تنبيهًا للاعب لامين يامال قائلاً: “إنه استثنائي، لكنه يجب أن يركز على العمل الجاد، تصل إلى مرحلة تصل فيها بموهبتك، لكن للارتقاء إلى المستوى التالي، عليك بذل الجهد، الأمر لا يتعلق باللعب بالكرة فقط، بل الدفاع”. وفيما يخص الشائعات عن مخالفته لنظامه الداخلي مع اللاعب أثناء مباراة باريس سان جيرمان، نفى فليك ذلك وقال: “هراء أن تقولوا إن النادي أجبرني على إشراك لامين ضد باريس سان جيرمان”.
ظهر جانب جديد من فليك حين احتج بغضب على الوقت بدل الضائع أمام جيل مانزانو وجرى طرده، ما سيحرمه من حضور الكلاسيكو القادم في سانتياجو برنابيو. وبعد دقيقتين من على الخط، انفعل عندما احتفل أراوخو بهدفه في اللحظات الأخيرة بالإشارات التحذيرية بالأصابع، وهو ما قال فليك إنه كان نتاج التوتر وأن كرة القدم تدور حول العواطف، ولم يكن موجّهًا لأحد.
بلا شك لم يعد فليك ذلك الشخص الهادئ الذي يلتزم بصرامة في كل تصريح، فبعد موسم واحد في الدوري الإسباني صار فليك الجديد أكثر إثارة للجدل، أقرب إلى العفوية والصدق وأشد صراحة مع وسائل الإعلام، مما جعله أقرب إلى الصورة النمطية للمدرب الحديث.