تصاعد المخاوف الدولية والإقليمية من تمسك حزب الله بالسلاح في لبنان
تزايدت المخاوف الدولية والإقليمية من تمسك حزب الله بسلاحه في لبنان، مع تحذيرات أميركية واضحة من أن استمرار الحزب مسلحاً قد يؤدي إلى مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل.
أوضح المبعوث الأميركي إلى لبنان، توم باراك، أن نزع سلاح الحزب شرط أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن إبقاءه يضعف السيادة اللبنانية ويجعل احتمال الحرب مع إسرائيل قائماً.
يتزامن ذلك مع تكثيف إسرائيل ضرباتها في الجنوب اللبناني، حيث تقول تل أبيب إنها تستهدف مواقع وبنى تحتية تابعة للحزب.
دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى التفاوض مع إسرائيل لحل الملفات العالقة، مؤكداً أن لبنان سبق أن تفاوض برعاية أميركية وأممية وأدى إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية، ما يجعل تجربة التفاوض واردة.
أوضح أحمد ريا، المسؤول في الحزب، أن الحزب أعاد ترميم قواته وبنى قدراته، وأنه جاهز لأي احتمال، مؤكداً أنه لم يهزم خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
أشار الكاتب والباحث جورج العاقوري إلى أن مسألة سلاح حزب الله ليست مجرد قضية سيادية بل تعكس انقلاباً على اتفاق الطائف واستمرار الهيمنة الإيرانية والسورية على لبنان.
تابع العاقوري أن السلاح كان سبباً مباشراً في تفاقم الأزمات العسكرية والاقتصادية والسياسية في البلاد، وعزز الفساد وأدى إلى انهيار مؤسسات الدولة، كما عزل لبنان عن المجتمع الدولي.
وأكد العاقوري أنه لا أحد يرغب في صدام مباشر مع الحزب، لكنه شدد على أن الدولة اللبنانية هي الجهة الوحيدة التي تملك العنف الشرعي وتحتكر السلاح.
وأشار إلى أن الحجة التقليدية حول حماية لبنان من إسرائيل لم تعد مقنعة، فالسلاح عجز أمام التطور التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي، وأن الضربات التي تستهدف لبنان وصلت إلى عمق البقاع ولم تحمِ قيادات الحزب من الاستهداف.
وأضاف أن لم يفوّض أحد الحزب بأن يكون حامل السلاح ويدّعي الدفاع عن اللبنانيين، فالأحياء الجنوبية متنوعة طائفياً ولا يجوز احتكار أي طرف للتمثيل أو القوة المسلحة.
وأوضح أن دور الحزب العسكري والسياسي يجب أن يكون ضمن إطار سياسي، وليس الدين أو العمل العسكري المنفرد.
وأشار إلى أن استمرار المنطق الميليشياوي في لبنان يعطّل قيام الدولة ويعقّد أي ترتيبات دولية أو إقليمية للسلام والاستقرار.
ولفت العاقوري إلى أن مواقف الرئيس عون من التفاوض ليست تراجعاً بل خطوة مدروسة لتفكيك الملفات والانخراط في المسار الإقليمي لمعالجة الاعتداءات والحدود.
وأكد المبعوث الأميركي باراك أن المنطقة لن تُرتب بدون إنهاء وجود جيب ميليشيا ودولة مصغرة داخل لبنان، وهو ما يتقاطع مع المناخ الدولي وضرورة ضبط سلاح الحزب.
وشدد العاقوري في ختام الكلام على جاهزية لبنان للتقدم في معالجة الأمن والسيادة بعد ضبط السلاح وبسط سلطته على كامل الأراضي وضمان حماية المواطنين.