رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | اتفاق غزة: هل يمهد الطريق لتوسيع السلام الإبراهيمي؟

شارك

اتفاق غزة وتداعياته على المسار الإقليمي

تتجه المنطقة نحو مرحلة جديدة من التحولات الإقليمية، حيث يبدو الاتفاق كشرارة قد تشعل مسارا واسعا لإعادة رسم خريطة السلام بين الدول العربية وإسرائيل في إطار ما يمكن أن يعرف بـ”السلام الإبراهيمي”.

أوضح سالم اليامي، المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، أن الحرب في غزة لم تضع أوزارها بعد، فالضحايا ما زالوا يسقطون يومياً، وأن التهديدات بوقف إطلاق النار لم تتحقق بشكل كامل، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان وسوريا. وأضاف أن الشروط الموضوعية لإنجاح اتفاق سلام شامل لم تنضج بعد، مؤكداً أن التطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يتم إلا بعد ضمان حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولة مستقلة وفق حدود عام 1967، وهي الورقة الأساسية لضمان الاستقرار. كما أشار إلى أن المبادرة العربية التي تبنتها السعودية في 2002 ما تزال الأساس، وأي مسار تطبيع يجب أن ينسجم معها ويضمن حقوق الفلسطينيين.

وأشار موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية، إلى أن وقف إطلاق النار أعاد رفع سقف الآمال بتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، خاصة لجهة احتمال الوصول إلى سلام بين السعودية وإسرائيل. لكن الظروف الراهنة، بما في ذلك التطورات في غزة، تعيق إعلان اتفاق شامل في الوقت الراهن، لافتاً إلى أن بعض الخبراء يتحدثون عن خطوات تدريجية أو تطبيع جزئي كمرحلة انتقالية. وأوضح أن التحدي الأكبر يكمن في شرط السعودية بإقامة دولة فلسطينية، وأن الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة لتلبية هذا الشرط في الوقت الحالي، مما يحول دون تحقيق اتفاق شامل قريب. كما أكد أن لدى المملكة أوراق تفاوضية كبيرة تدعم رؤيتها، ويجب أن تلتزم أي عملية سلام بهذه الشروط لضمان نجاحها واستدامتها. وتابع أن الدعم الأميركي لإسرائيل مستمر، وأن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها لضمان عدم حدوث تغيّر في هذا الوضع، معتبراً أن أي اتفاق سلام يجب أن يقوم على أسس واضحة تشمل حقوق الفلسطينيين وتحقيق الاستقرار الإقليمي على المدى البعيد.

من جانبه، أكد الدبلوماسي السابق مئير كوهين أن فكرة ترامب لإنهاء الحرب في غزة تشكل الأساس لتوسيع المسار الإبراهيمي، بما في ذلك انضمام السعودية إلى المسار. وأوضح أن المسألة معقدة بسبب خرق حركة حماس للاتفاقات والعمليات القتالية المستمرة، ما يضطر إسرائيل للرد العسكري، لكنه أشار إلى أن هذا لا يعني أن إسرائيل تسعى للتوسع. وأوضح أن أي تقدم نحو اتفاق سلام مع السعودية قد يمن رئيس الوزراء الإسرائيلي دفعة قوية في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن السلام ليس مسؤولية إسرائيل وحدها، بل يتطلب تعاوناً عربياً واسعاً. كما أشار إلى أن الفلسطينيين غير موحدين حول فكرة الدولة الفلسطينية، مع وجود رفض واضح من حماس، وهو ما يمثل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى اتفاق شامل.

من جهته، أكد الخبير في الشؤون السورية الإسرائيلية خالد خليل أن قمة شرم الشيخ مثلت محطة رئيسية للعودة إلى معادلات السلام الإقليمي، مؤكداً أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة أسفرت عن خسائر سياسية واقتصادية كبيرة وجعلت إسرائيل دولة منبوذة دولياً. وأوضح أن الهدف الأميركي من غزة هو إعادة الهيكلة الإقليمية ضمن إطار دمج اقتصادي وأمني بين الدول العربية وإسرائيل، بما يضمن الاستقرار ويقلل من تهديدات المشاريع الإقليمية الإيرانية والفصائلية. وأشار إلى أن إسرائيل بقيادة نتنياهو اتبعت سياسات أيديولوجية لم تحقق السلام الحقيقي، وأن أي مسار سلام في المستقبل يجب أن يراعي مصالح الدول العربية ويعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة لضمان استدامة السلام. وأوضح أن المسألة السورية تمثل تحدياً خاصاً بخصوص الانسحاب الإسرائيلي من الجولان والترتيبات الحدودية، مشيراً إلى أن السلام المنفرد بين سوريا وإسرائيل غير ممكن، ويجب أن يكون جزءاً من مسار عربي شامل. وأضاف أن لبنان يمثل حالة أقل تعقيداً، حيث يمكن التوصل إلى حل بسيط، ولكن أي سلام إقليمي لا يمكن أن يكتمل بدون معالجة الملفين السوري والفلسطيني وفق مبادرة السلام العربية.

مقالات ذات صلة