أظهر اتحاد الإذاعات الأوروبية وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) يوم الأربعاء أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائدة تحرف محتوى الأخبار في نحو نصف ردودها.
وقامت الدراسة الدولية بتحليل 3000 رد على أسئلة تتعلق بالأخبار من مساعدين قائمين على الذكاء الاصطناعي، وشملت مراجعة 22 مؤسسة إعلامية للخدمة العامة من 18 دولة.
وقيّمت الدراسة المساعدين في ما يصل إلى 14 لغة من حيث الدقة والمصادر والقدرة على التمييز بين الرأي والحقيقة. ومن بين هذه المساعدات تشات جي.بي.تي وكوبايلوت وجيميناي وبربليكستي.
وأظهرت النتائج أن 45% من ردود الذكاء الاصطناعي التي خضعت للدراسة احتوت على مشكلة كبرى على الأقل، و81% منها تضمنت شكلاً من أشكال المشكلات.
وأجرت رويترز اتصالات مع الشركات للحصول على تعليقها على النتائج. وقالت شركات OpenAI ومايكروسوفت سابقاً إنها تسعى لحل مشكلة الهلوسة حين يولد النموذج معلومات غير صحيحة غالباً بسبب عوامل مثل نقص البيانات.
وتقول باربليكستي على موقعها الإلكتروني إن أحد أنماط “البحث العميق” لديها يتمتع بدقة تصل إلى 93.9% من حيث الواقعية.
أخطاء المصادر والدقة
أوضحت الدراسة أن ثلث إجابات مساعدين الذكاء الاصطناعي أظهرت أخطاء جسيمة في المصادر، مثل الإسناد المفقود أو التضليل أو المعلومات غير الصحيحة.
وأشارت إلى أن نحو 72% من ردود Gemini من غوغل شهدت مشكلات كبيرة في المصادر، مقارنة بأقل من 25% لباقي المساعدين.
كما وجدت مشاكل في الدقة في 20% من الردود، وتشمل معلومات قديمة. ومثلاً ذكرت Gemini تغييرات قانونية حول السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة بشكل غير صحيح، بينما ادعى تشات جي.بي.تي أن البابا فرنسيس هو البابا الحالي بعد وفاته بعد أشهر.
توزيع المؤسسات والتوصيات
شاركت في الدراسة 22 مؤسسة إعلامية للخدمة العامة من 18 دولة بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا وأوكرانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وحذر الاتحاد من أن تزايد حلول مساعدي الذكاء الاصطناعي محل محركات البحث التقليدية للأخبار قد يقوّض ثقة الجمهور. وأوضح جان فيليب دي تيندر، مدير الإعلام في الاتحاد، أن عدم وجود ثقة يجعل الناس لا يثقون بأي شيء، مما قد يعرقل المشاركة الديمقراطية.
وأشار تقرير الأخبار الرقمية لعام 2025 الصادر عن معهد رويترز إلى أن نحو 7% من قرّاء الأخبار عبر الإنترنت و15% من الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً يستخدمون مساعدي الذكاء الاصطناعي للوصول إلى الأخبار.
ودعت الدراسة شركات الذكاء الاصطناعي إلى المساءلة وتحسين كيفية استجابة هذه المساعدات لاستفسارات الأخبار.