رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | تحذيرات الإمارات لإسرائيل.. دبلوماسية حازمة أم إنذار مبكر؟

شارك

ثبات الموقف الإماراتي ومرجعياته

تجدد الإمارات موقفها الثابت من القضية الفلسطينية برفض أي محاولات إسرائيلية لضم أراضٍ في الضفة الغربية أو في أي جزء من الأراضي الفلسطينية.

أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش أن الضم خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهو تعبير عن مزيج من الحزم والواقعية السياسية في السياسة الإماراتية.

أوضحت الإمارات أن رؤية مستقرة تدعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، ضمن إطار يضمن الأمن لإسرائيل أيضاً كجزء من معادلة توازن تسعى أبوظبي إلى ترسيخها في المنطقة.

ثبات الموقف الإماراتي ومرجعياته

أوضح الباحث السياسي محمد خلفان الصوافي أن الموقف الإماراتي ليس طارئاً بل نهجاً ثابتاً منذ سنوات.

وأشار إلى أن الإمارات رفضت سابقاً ضم أراض في الضفة الغربية وتؤكد اليوم المبدأ ذاته بما يشمل غزة.

وقال الصوافي إن هذا الموقف يظل ثابتاً وداعياً للسلام على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

الخط الأحمر ودلالاته السياسية

أشار الصوافي إلى أن عبارة “الخط الأحمر” تعكس إدراكاً إماراتياً عميقاً لحساسية المرحلة، فأي خطوة إسرائيلية تمس مسار إقامة الدولة الفلسطينية قد تؤدي إلى انهيار التفاهمات الدولية بشأن القضية الفلسطينية.

وأضاف أن التحذير موجه إلى حكومة نتنياهو التي تتبنى مواقف أكثر تشددًا مقارنة بالإدارات السابقة، بينما تظل واشنطن حريصة على استقرار المنطقة.

خيارات الإمارات في مواجهة التصعيد الإسرائيلي

تملك الإمارات خيارات كثيرة إذا استمرت إسرائيل في تنفيذ مشاريع الضم، وتشتمل على أدوات كالتأثير في الموقف الإسرائيلي عبر العلاقات الإقليمية والدولية وثقلها في المنظمات الدولية، إضافة إلى تعديل مستوى التعاون الاقتصادي أو تجميده بما يتناسب مع سلوك الحكومة الإسرائيلية.

تأثير الموقف الإماراتي في التحديات الدولية

يرى الصوافي أن للموقف الإماراتي تأثيراً في التحركات الدولية، خصوصاً مع دعم الولايات المتحدة ومساعيها لإيقاف المسار التصعيدي، وتزايد الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية.

وأشار إلى وجود كتلة ديمقراطية جديدة في الكونغرس الأميركي تعزز الاتجاه نحو وقف الحرب ودعم إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما يتقاطع مع الرؤية الإماراتية بأن السلام خيار واقعي لا بديل عنه.

السلام خيار لا بديل عنه

أكد الصوافي أن ما طرحه قرقاش يمثل الحل الحقيقي للسلام في المنطقة، فلا خيار آخر سوى القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بجانب إسرائيل.

وأوضح أن لدينا قوميتين تتصارعان على أرض واحدة ولا سبيل لتحقيق الأمن للطرفين إلا بالتفاهم والعيش المشترك.

الإمارات.. بين الدبلوماسية والحزم

تبرز الإمارات توازناً بين لغة الدبلوماسية وصرامة الموقف، فالحوار مفتوح مع إسرائيل مع وضع خطوط حمراء تحكم هذا الحوار، وتؤكد أن السلام لا يمكن أن يقوم على المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

بين واشنطن وتل أبيب.. رسائل متبادلة

تشير قراءة الصوافي إلى رسائل متبادلة بين واشنطن وتل أبيب، حيث يعزز وجود أعضاء ديمقراطيين جدد في الكونغرس الاتجاه نحو وقف الحرب ودعم إقامة الدولة الفلسطينية، في ظل ضغوط دولية متزايدة على حكومة نتنياهو.

وتؤكد الرؤية الإماراتية أن الإدارة الأميركية تسعى لإيقاف تصاعد الحرب وتدفع نحو حل يقوم على إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يتوافق مع تطلعات المنطقة في السلم والاستقرار.

التوافق العربي المتجدد

يشير الصوافي إلى أن التحركات الإماراتية تتكامل مع موقف عربي موحّد تقوده المملكة العربية السعودية، وهو ما يعزز فاعلية الضغط الدولي ويجعل الصوت العربي مسموعاً بصورة أوسع.

هذا التوافق يستند إلى فهم أن قيام دولة فلسطينية كاملة لا يتعارض مع أمن إسرائيل، بل هو الطريق إلى الاستقرار الدائم في المنطقة.

وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية يظل الموقف الإماراتي قوياً ومتماسكاً، مبنياً على رؤية ثابتة بأن الأمن الإقليمي لا يتحقق إلا عبر العدالة وبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة.

مقالات ذات صلة