تأثير الإشراف الأميركي على نتنياهو وخطة ترامب لإنهاء حرب غزة
تشكّل الجهود الأميركية للحفاظ على وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل مرحلة أولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة وتقيّد تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتوضح الصحيفة أن الإشراف الأبوي من واشنطن على تل أبيب يشير إلى إعادة تشكيل العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وبخاصة العلاقة بين نتنياهو وترامب.
وفي ولايته الأولى أغدق ترامب على نتنياهو بالهدايا السياسية، ومنحه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بسيادة تل أبيب على مرتفعات الجولان.
وفي ولايته الثانية دعم ترامب نتنياهو في حرب الـ12 يوماً مع إيران، لكنها أثارت حفيظة ترامب عندما قصف نتنياهو الوفد المفاوض من حركة حماس في الدوحة في سبتمبر الماضي.
وبعد ذلك، أجبر ترامب نتنياهو على الاتصال برئيس الوزراء القطري والاعتذار له.
وذكر جاريد كوشنر خلال ظهوره في برنامج “60 دقيقة” أنه شعر بأن الإسرائيليين بدأوا يتصرفون بشكل مفرط، وكان عليه أن يكون صارماً جداً ويمنعهم من فعل أشياء لا تخدم مصالحهم طويلة الأمد.
ووصفت الصحيفة هذا التصريح بأنه استثنائي، مؤكدة أن ترامب يرى أنه يتصرف لمصلحة إسرائيل بينما نتنياهو يبدو أقل ميلاً لذلك.
وضغط ترامب على نتنياهو للموافقة على خطته ذات البنود الـ20 لإنهاء الحرب في غزة، والتي تتضمن الاعتراف بتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة.
واعترض نتنياهو بشدة، لكن ترامب قال لموقع أكسيوس: عليه أن يوافق، ليس أمامه خيار، معي، عليه أن يوافق.
ورغم تصاعد اللهجة الأميركية ضد نتنياهو وحكومته، إلا أن ترامب وفريقه ما زالوا يدعمون إسرائيل بشدة، كما أظهرت زيارته الأخيرة إلى المنطقة.
وهدد ترامب حماس باتخاذ إجراءات قاسية، إن لم تعد جميع جثث الرهائن الباقية داخل قطاع غزة.
ولم تقتصر “هيمنة” ترامب على نتنياهو في موضوع غزة فحسب، فقد قال للصحفيين في منتصف أكتوبر عندما سُئل عن حل الدولتين: “سأقرر ما أعتقد أنه الصواب”.
وفي مقابلة مع مجلة تايم، قال ترامب عندما سُئل عن احتمالية الإفراج عن مروان البرغوثي من السجون الإسرائيلية: “سأتخذ القرار بشأن ذلك”.
كما رفض ترامب بشكل متكرر فكرة ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، وقال: “لن يحدث ذلك، ستفقد إسرائيل كل دعم الولايات المتحدة إذا حدث هذا الأمر”.
وبدأ المسؤولون الإسرائيليون يتكيفون مع وضع تولي الأميركيين دوراً حازماً في الإشراف على وقف إطلاق النار، بحسب الصحيفة.
وفتحت واشنطن مركز التنسيق المدني العسكري في جنوب إسرائيل للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن بدء واشنطن بتشغيل طائراتها المسيرة فوق غزة يعكس رغبتها في بناء صورة مستقلة عن الرواية الإسرائيلية، وهو تحول كبير بالنسبة للإسرائيليين.
وقال روفين حزان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، إن “صورة نتنياهو تضاءلت أمام ترامب وأصبح كحاكم ولاية أكثر منه كزعيم دولة”.
وأظهر استطلاع أجرته هيئة البث الإسرائيلية أن 48 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم أصبحت “محمية أميركية”، بينما يعارض 29 بالمئة تلك الفكرة.
وأكد نتنياهو مراراً أن إسرائيل دولة مستقلة.
وتظهر كل هذه الأحداث أن ترامب قد يشكل خطراً على مستقبل نتنياهو السياسي، خصوصاً مع قرب الاستحقاقات الانتخابية في إسرائيل.
وأوضح نمرود نوفيك، مستشار سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز وعضو في منتدى السياسة الإسرائيلية، “أعتقد أن بيبي يدرك أن ترامب يستطيع أن يقوض حدوده الانتخابية بمنشور واحد على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأضاف: “في اللحظة التي سيبتعد فيها ترامب، سواء بقوله هذا الرجل مشكلة، أو حتى بلطف أكثر عبر قوله ‘سأعمل مع أي رئيس وزراء إسرائيلي’، فإن ذلك وحده قد يؤثر”.







