رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | سياسة ساخرة حول ريال مدريد وبرشلونة في انتخابات العراق مع الحفاظ على المعنى نفسه.

شارك

واقع السخرية في الحملة الانتخابية بالعراق

شهدت الحملات الانتخابية في العراق جدلاً واسعاً وسخرية واسعة بسبب تحوّل شعارات وبرامج بعض المرشحين إلى مواد طريفة على منصات التواصل الاجتماعي، وهو مشهد يعكس فجوة كبيرة بين الطبقة السياسية والناخبين.

فمن الأمثلة اللافتة أن إحدى المرشحات وعدت بتزويج 150 شاباً من جمهور ريال مدريد في حال فوزها، مع استبعاد محبي برشلونة، بينما اختارت مرشحة أخرى إطلاق حملتها على الرصيف بدلاً من اللوحات الإعلانية الفاخرة.

كما استُخدمت صورة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في دعايات أحد المرشحين، وهو ما أثار تساؤلات عن العلاقة بين الرياضة والسياسة لدى بعض المرشحين.

وظهر عدد من صناع المحتوى في سباق الترشح، بينما ركّز آخرون على وعود خدمية بسيطة مثل تبديل محولات الكهرباء وتبليط الشوارع، مما يعكس تنامي دور الشخصيات غير التقليدية في المشهد السياسي.

تحليل الباحثة نوال الموسوي

وقالت الباحثة السياسية نوال الموسوي إن وجود هذه الظواهر يعكس غياب ثقة الناخبين في العملية الانتخابية، وأن الأمر لا يقتصر على الأفراد بل يشمل ضعف البرامج السياسية والانتخابية لدى معظم المرشحين.

وأضافت أن المال السياسي المنتشر في الساحة الانتخابية يمكّن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة من فرض نفوذهم من خلال الإنفاق الباذخ في الشارع، وهو ما يعمّق فقدان الثقة في النظام الانتخابي.

وأشارت إلى أن المرشحين الذين يفتقرون للإمكانيات المادية يحاولون جذب الجمهور بوسائل ملفتة أو هزلية أحياناً، كاستخدام رموز رياضية أو وعود غير منطقية، وهو ما يَظهر في تزايد الاعتماد على أساليب مثيرة للجدل لجذب الأنظار.

وتؤكد أن المشاركة الأكبر في الانتخابات غالباً ما تكون من فاعلين مالياً يطمحون لنيل حصانة برلمانية أو لإغلاق ملفات فساد سابقة، ما يعمّق فقدان الثقة في العملية السياسية.

ترشح من خارج المشهد السياسي

عندما يمر ترشح بعض الأشخاص من خارج المشهد السياسي، مثل صناع المحتوى أو مؤثري مواقع التواصل، بلا معايير واضحة، فإن ذلك يفتح الباب أمام دخول أشخاص قد لا يمتلكون خلفية سياسية أو معرفية كافية، وهو ما يستغله بعض رؤساء القوائم لصالح جلب أصوات إضافية.

تفاعل الجمهور على منصات التواصل يعكس وعيًا متزايدًا، لكنه في الوقت نفسه يعكس إحباطاً من إمكانية إحداث تغيير حقيقي من خلال الانتخابات، في ظل أن نتائج تُفرز حكومات توافقية تتوزع فيها الحصص بين الكيانات نفسها.

في الختام، يرى المحللون أن الناخب العراقي فقد ثقته في نتائج الانتخابات، غير أن الآمال ما تزال قائمة في أن يصحح العراقيون مسارهم يوماً ما بما يحقق تغييرا حقيقياً.

مقالات ذات صلة