تقييم البنتاغون وتغيير موقف ترامب
أفادت شبكة سي إن إن، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وأوروبيين، بأن البنتاغون منح البيت الأبيض الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، بعد أن خلص تقييمه إلى أن الأمر لن يؤثر سلباً على مخزونات الجيش الأميركي، مع ترك القرار النهائي للرئيس دونالد ترامب.
وأوضحت أن ترامب، الذي كان قد أبدى سابقاً تفهماً لفكرة تزويد كييف بتوماهوك، تراجع عن موقفه خلال لقائه الأخير مع زيلينسكي في البيت الأبيض، قائلاً: “لا نريد التخلي عن الأشياء التي نحتاجها لحماية بلدنا”.
وذكرت المصادر أن هيئة الأركان المشتركة أبلغت البيت الأبيض بتقييمها قبل اللقاء، فيما كان زيلينسكي يضغط للحصول على صواريخ يمكنها ضرب منشآت النفط والطاقة داخل عمق الأراضي الروسية.
وتقدر مدى صواريخ توماهوك بنحو 1600 كيلومتر، ما يجعلها قادرة على استهداف أهداف استراتيجية داخل روسيا.
وأشار مسؤولان أوروبيان إلى أن هذا التقييم عزز ثقة الحلفاء بأن واشنطن لم تعد لديها مبررات لرفض تزويد أوكرانيا بتلك الصواريخ.
وذكرت الشبكة أن ترامب قال قبل أيام من لقائه زيلينسكي إن الولايات المتحدة تمتلك “الكثير من صواريخ توماهوك” يمكن إرسالها إلى كييف، إلا أن التغيير حصل عندما صرح خلال مأدبة غداء رسمية بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى هذه الصواريخ، ثم أخبر زيلينسكي في جلسة مغلقة بأن الولايات المتحدة لن تزود أوكرانيا بها في الوقت الراهن.
وتشير المصادر إلى أن التحول جاء بعد يوم واحد من مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره الروسي بوتين، الذي حذر أن نشر صواريخ قادرة على ضرب مدن روسية كبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ لن يغير موازين الحرب، لكنه قد يضر بالعلاقات الأميركية الروسية.
مع ذلك، تؤكد المصادر أن ترامب لم يسحب الخيار كلياً، إذ بقيت لدى الإدارة خطط جاهزة لتنفيذه فور صدور القرار.
وتشير الأدلة إلى أن ترامب يشعر بإحباط من موقف بوتين ورفضه محادثات السلام، ما دفعه الأسبوع الماضي إلى الموافقة على عقوبات جديدة ضد شركات النفط الروسية وإلغاء اجتماع كان مقرراً مع بوتين في بودابست لمناقشة الملف الأوكراني.
