تطورات وردود الفعل الأمريكية تجاه نيجيريا
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة في مطلع الأسبوع بتنفيذ ضربات في نيجيريا، فأجاب وزير الدفاع بسرعة: أمرك سيدي.
كشف عدد من مسؤولي وزارة الدفاع الذين تحدثوا إلى رويترز عن صدمتهم من أوامر ترامب ومحاولتهم فهم الأولويات التي طرحتها الإدارة في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك قضايا مثل التجارب النووية والديمقراطية في فنزويلا وتهريب الكوكايين.
توقع مسؤولو البنتاغون أن تعطي الإدارة أولوية لأمن الحدود، القوة العسكرية المتنامية للصين، والضغط على حلفاء الناتو لبذل المزيد في مواجهة روسيا.
لكن إعلانات ترامب الأخيرة حول أمور مثل التجارب النووية ونيجيريا فاجأت الكثيرين وبدت كأنها تعيد ترتيب أولويات وزارة الدفاع التي غيرها الرئيس إلى وزارة الحرب.
وعلق أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين، بشرط عدم نشر الهوية، بأن الأمر يصل إلى علم الجميع في الوقت نفسه.
لا توجد حتى الآن أوامر محددة بتنفيذ عمليات عسكرية في نيجيريا.
تواجه نيجيريا، وهي دولة يزيد عدد سكانها عن 200 مليون وتضم نحو 200 مجموعة عرقية، تحديات أمنية كبيرة، مع تاريخ صراع مع جماعات مثل بوكو حرام وتنظيم داعش ولاية غرب إفريقيا.
نفذت الجماعات المتطرفة هجمات في البلاد لأكثر من 15 عاماً، ما أسفر عن آلاف القتلى وخطف السكان في مناطق متعددة.
وقالت فيكتوريا كوتس، المسؤولة السابقة في إدارة ترامب وتعمل حالياً في مؤسسة هريتدج، إن نيجيريا دولة منتجة للنفط وتحتاج إلى استقرار أمني يتيح لشركات النفط العمل بأمان.
ورأى محللون أن معظم ضحايا العنف من المسلمين، وإن المسيحيين عانوا من أعداد كبيرة أيضاً، وهو أمر يثير الانتباه في السياسة الأميركية الإقليمية.
وأشار جيه فام، المبعوث الأميركي السابق إلى المنطقة في عهد ترامب، إلى أن المسيحيين تأثروا بشكل غير متناسب، مع ذلك قال إن ترامب يرفع وعي قضية طالما تم تجاهلها لفترة طويلة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إن ترامب يستمع إلى مستشارين موثوقين، لكنه صاحب القول الفصل في السياسة الخارجية، وإن قراره بشأن نيجيريا جاء نتيجة قلق من مصير المسيحيين هناك.
وذكر الزعيم الإنجيلي غاري باور أن أشخاصاً قلقين إزاء الهجمات على المسيحيين ضغطوا على ترامب قبل الإعلان.
وأضاف باور أن الإدارة أدرجت نيجيريا ضمن قائمة الدول التي تثير قلقاً خاصاً بشأن الحريات الدينية.
وقال باور أيضاً إن الرئيس سمع من كثيرين بضرورة اتخاذ إجراء.
وأكد مسؤول دفاعي أن بعض أفراد الجيش توقعوا أن يتخذ ترامب إجراءً، لكن لا علم لديه بأي أمر محدد بتنفيذ ضربات في نيجيريا.
وتواجه نيجيريا تحديات أمنية كبيرة في بلد يضم أكثر من 200 مليون نسمة وتاريخاً من النزاعات بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، مع هجمات مستمرة من بوكو حرام وتنظيم داعش ولاية غرب إفريقيا.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعزيز حضورها في المنطقة وتوفير موارد إضافية لجمع معلومات واستخبارات بشكل فاعل ومواجهة الجماعات المتطرفة.







