حقق الديمقراطيون فوزاً محلياً كبيراً الثلاثاء، بعدما اعتمدوا حملات ركّزت على القضايا المحلية لا سيما غلاء المعيشة، وهو ما يمنحهم خارطة طريق ويضعهم أمام معضلة انتخابات منتصف الولاية في عام 2026 وما بعدها.
نتائج محلية وتأثيرها على الاستراتيجية
من كاليفورنيا إلى نيويورك منحت الاستحقاقات المحلية دفعة قوية للديمقراطيين بعد عام على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت ويندي شيلر، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون، إن هذه الانتخابات وهذه الحملات وهؤلاء المرشحون والرسالة والنتائج تشكل نموذجاً يجب أن يتبعه الحزب لاستعادة الأغلبية في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي القادمة، وتضيف أن النتائج تمثل رفضاً واضحاً لسياسات ترامب مع مشاركة قوية في المناطق الريفية التي لم تتألق فيها الديمقراطية من قبل.
وعلق تود بيلت، أستاذ العلاقات العامة في جامعة جورج واشنطن، بأن حجم هذه النتائج كان غير متوقع، معتبراً أن العديد من الناخبين أرادوا إيصال رسالة تعكس عدم الرضا عن طريقة قيادة ترامب للبلاد.
وأُعلن فوز الديمقراطيتان الوسطيّتان أبيغيل سبانبرغر حاكمة لولاية فرجينيا ومايكي شيريل حاكمة لولاية نيوجيرسي، وهي ولايات تقع على الساحل الشرقي، وعلى الرغم من أن ترامب لم يفز فيهما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أن تأثيره كان أقوى في فترات سابقة.
وأوضحت شيلر أن المرشحتين أظهرتا للديمقراطيين كيفية حشد القاعدة الانتخابية، وهو المجال الذي يتفوّق فيه الرئيس الجمهوري عادة.
أبعاد داخلية وتوقعات للمستقبل
وفي نيويورك، انتُخب زهران ممداني، الذي يصف نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي، رئيساً للمدينة متغلباً على رئيس البلدية السابق أندرو كومو. كما وافق الناخبون في كاليفورنيا على إعادة رسم الخريطة الانتخابية، رداً على خطوة مشابهة قام بها الجمهوريون في ولايات أخرى.
وقال تود بيلت إن من المهم اكتشاف ما الذي حفز الناخبين، بينما أشار إلى أن الاقتصاد سيلعب دوراً حاسماً في النتائج العامة.
وفي فرجينيا ونيوجيرزي ونيويورك وضع الديمقراطيون قضية كلفة المعيشة في صلب حملاتهم، مستندين إلى التضخم المستمر. وأكدت شيلر أن رسائلهم لم تكن تستهدف المستوى الوطني بل عقدت صلة مع الناخبين محلياً وتواصلت بطرق ترد صداها في دوائرهم.
وأشارت إلى وجود فرق كبير بين البرامج: برنامجاً تقدماً يمثل ممداني في نيويورك، وبرنامجاً أكثر اعتدالاً تمثله سبانبرغر وشيريل، ويتوقع وجود نقاش داخلي داخل الحزب حول المسار المستقبلي. ورغم ذلك، أظهرت الانتصارات تقليلاً لمكاسب ترامب بين الناخبين من أصول إسبانية وإفريقية أميركية.
ولُوحظ أن قضايا نهاية الشهر، خاصةً الاقتصادية، تبقى مهمة للناخبين السود، بينما أظهرت سياسات ترامب تجاه المهاجرين نتائج متفاوتة في مناطق مختلفة. ومع هذه الانتصارات، يأمل الديمقراطيون أن يستعادوا السيطرة على الكونغرس في عام 2026، مع اعتبار حالة الاقتصاد عاملًا حاسمًا في الانتخابات المقبلة.







