رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | صور ومقاطع فيديو “مفبركة” من الفاشر.. كيف خدعت الملايين؟

شارك

ظهر مقطع فيديو يظهر أفراداً من القوات يرهبون أمّها وأطفالها، وحقق أكثر من 13 مليون مشاهدة خلال ساعات من انتشاره.

كما انتشرت على الإنترنت صور التقطت من الفضاء وتُظهر بقعاً كبيرة من الدم على الأرض، لكن تحقيقات فرق متخصصة لصالح وسائل إعلام ألمانية وأوروبية أكدت أن المقطع مفبرك كلياً باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأن بقع الدم إما مزورة أو قديمة، ما أثار تساؤلات عن الجهة المسؤولة عن التضليل وأهدافه.

وفي حين تشكلت التصفيات والانتهاكات وعمليات القتل الواسعة التي طالت المدنيين أحد أوجه الحرب في السودان منذ منتصف أبريل 2023، فإن المحتوى الضخم على منصات التواصل الاجتماعي، والذي يزعم تقديم أدلة على هذه الفظائع، يكون أحياناً صحيحاً وأحياناً مضللاً ومفبركاً بشكل ممنهج.

وقال فولكر بيرتس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان حتى اندلاع الحرب، إن الحرب تدور على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُنشر المعلومات المضللة بأشد أشكالها وحشية، مضيفاً أن النشطاء يربطون الاتهامات بطرفهم وتصبح الكراهية سمة عامة للصراع.

تضليل ممنهج وترويج مزيف

وقعت قنوات فضائية كبرى ومواقع إخبارية رئيسية في فخ التضليل، ونشرت مقطع الأم وأطفالها كأنه صحيح، كما نشرت شخصيات إعلامية مؤثرة المقطع المضلل عبر صفحاتها على منصات مثل الإكس وإنستغرام وفيسبوك. وكان للمقطع أثر كبير في توجيه الرأي العام محلياً وعالمياً.

وذكر باحثون أن التضليل الإعلامي من السودان موجه بشكل رئيسي إلى العالم الخارجي، مع وجود مصالح خارجية في البلد ذي الموقع الاستراتيجي.

وتشير تحليلات إلى أدلة على حملة تضليل ممنهجة رافقت فرار الجيش والقوات المتحالفة معه من الفاشر قبل أسبوعين، وتتبع لمؤسسات إعلامية وبحثية أوروبية.

وأظهرت تحليلات شارك فيها باحثو ديويتش فيله وفرانس برس ويوراسيا أن الصور واللقطات التي زُعم أنها دليل على “فظائع” قوات الدعم السريع، بما فيها بقع الدم من الفضاء، إما مفبركة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي، ولم يتضح من يقف وراءها، لكن تقريراً في يوراسيا أشار إلى أن الجيش والقوات المتحالفة معه عملت قبل فرارها من الفاشر على إخفاء هزيمتها بغطاء من التضليل.

ويؤكد محمد المختار محمد، المختص بمكافحة التضليل وتدقيق المعلومات، أن كثيراً من المقاطع والصور التي انتشرت كانت مفبركة بشكل ممنهج، وأن الحملات الدعائية وتضخيم المواد المضللة تهدف إلى تثبيت حقائق بديلة وإثارة الغضب.

ويضيف أن غرف الدعاية وشبكات التضليل تدعم التكتيكات الدعائية من خلال ضخ معلومات مضللة تشوه الحقائق والخصوم، وتحاول إعادة تعريف الصراع كحرب داخلية أو عدوان خارجي.

من وراء الفبركة وتداعياتها

على الرغم من أن انهيار الفاشر بدا مأساوياً، فإن الفبركات الواسعة للصور والفيديوهات سعت لإظهار فظائع من القوات وتطرح أسئلة حول دور الجيش والقوات المتحالفة في الحملة التضليلية.

ويرى محللون من منصة يوراسيا أن الجيش وربما القوات المتحالفة خلف الصور المفبركة التي انتشرت بسرعة على وسائل الإعلام الدولية. كما ذكرت لوموند أن دبلوماسيين غربيين قالوا إن مأساة الفاشر لم تكن مفاجئة وأنه كان من المتوقع حدوثها، وهو ما يحفز حملة التضليل. ويرى مراقبون أن لهذه الحملة رمزية كبيرة على المدينة وتأثيراً معنويًا، بينما وصف كاتب في معهد هورن للدراسات الاستراتيجية سقوط الفاشر بأنه هزيمة عسكرية وسياسية ورمزية كارثية للقوات المسلحة السودانية.

مقالات ذات صلة