رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | سوريا “الجديدة”.. تقارب تاريخي مع واشنطن وتحولات إقليمية

شارك

تشهد العلاقات الأمريكية السورية تحولا تاريخيا مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشارع إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو حدث من شأنه أن يترك بصمة عميقة على توازنات المنطقة وملفاتها الحساسة.

قدم الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية ضياء قدور شرحاً لطبيعة المرحلة الجديدة وتداعياتها على سورية والمنطقة بشكل مبسّط ومباشر.

أشار قدور إلى أن الحكومة السورية تبنت محاربة داعش منذ البداية وقبل انضمامها رسمياً إلى التحالف الدولي، وهو ما يعكس اعتماد دمشق على قدراتها الذاتية في ملف الأمن.

وصف قدور هذا الدور بأنه يشكل أرضية طبيعية لمرحلة جديدة من التعاون مع التحالف بقيادة واشنطن.

أوضح قدور أن اقتلاع النفوذ الإيراني من سوريا يعد أحد الأهداف الجوهرية للإدارة السورية الجديدة، وأنه لم يعد مقبولاً أن تتحول الجغرافيا السورية إلى ممر لتهريب الأسلحة أو الأشخاص أو الأموال.

وأشار إلى أن الردع الإيراني أدى إلى تراجع ملحوظ في نفوذ الميليشيات داخل سوريا، مؤكدًا أن هذا التغيير ليس حدثاً ظرفياً بل تحوّل بنيوي.

تشير إلى أن هذه التغييرات تندرج ضمن عملية أوسع لإعادة تعريف الأمن الوطني السوري، وتكمن في تعزيز سيادة الدولة، ضبط الحدود، وتحصين القرار السياسي بعيداً عن الضغوط الإقليمية.

يرى قدور أن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش يحقق مكاسب متبادلة للطرفين، فواشنطن تستفيد من وجود الحكومة المركزية في الحرب على التنظيم بدون تحمل كامل الأعباء، وهذا يعزز التنسيق المباشر ويقلل الاعتماد على فصائل غير حكومية.

تستفيد الولايات المتحدة من وجود الحكومة المركزية في مكافحة داعش عبر التعاون المباشر مع دمشق، بدون أن تتحمل بقية الأعباء اللوجستية والمالية.

ترى دمشق في هذا التعاون فرصة لإعادة تموضعها إقليمياً وعالمياً وتثبيت دورها كدولة ذات سيادة تدير قضاياها الأمنية نفسها.

ويعتبر قدور أن هذا المسار يمثل تحولا تاريخيا في المعادلة السورية بعد سنوات من التعقيدات والصراعات على الأرض.

تركز المرحلة الجديدة على توحيد المظلة الأمنية داخل سوريا ونزع السلاح من الفصائل خارج نطاق الدولة، بما في ذلك الفصائل المرتبطة بإيران مثل حزب الله وحركة حماس، بهدف الخروج من العزلة وتفكيك البنى العسكرية غير النظامية.

وأوضح أن سوريا ليست بحاجة إلى أعباء أمنية إضافية أو عقوبات اقتصادية، بل تسعى إلى إدارة أمنها بشكل موحد وتخفيف القيود المفروضة عليها.

أوضح قدور أن تركيا لا تحل محل إيران في سوريا، وأن طبيعة سياساتهما الخارجية تختلف جذرياً، فإيران كانت تدير ميليشيات ووكلاء في المنطقة بينما تركيا لا تعتمد هذه الآلية.

وأشار قدور إلى أن المعادلة السورية الجديدة تستلزم توافقات إقليمية ودولية، وأن دولاً عربية رئيسية ساهمت في المرحلة عبر النفوذ والاستثمارات.

وأضاف أن تركيا تحصل على أمن الحدود، وأن العرب يحصلون على النفوذ والاستثمارات، وأن الولايات المتحدة تحصل على مكافحة داعش بلا أعباء مباشرة.

مقالات ذات صلة