رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | التحالف الجديد.. اعتراف أميركي يعيد رسم دور دمشق في المنطقة

شارك

تشهد سوريا تحولات استراتيجية نوعية عقب إعلان أميركي صريح عن الدور المحوري الذي أصبحت تلعبه في المنطقة، حيث أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك إلى أن الحكومة السورية ستتعاون في مواجهة الحرس الثوري الإيراني وحماس وحزب الله وتنظيم داعش.

تدل هذه التصريحات على خروج سوريا من موقع المتهم بالإرهاب إلى شريك فاعل في مكافحة الإرهاب، وهو انعكاس لإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية بعد سنوات من الانخراط السوري في المحور الإيراني.

جاءت التطورات هذه على خلفية زيارة الرئيس السوري إلى البيت الأبيض، ما يعكس رغبة الولايات المتحدة في إعادة صياغة التحالفات الإقليمية لتشمل شراكات سياسية وأمنية جديدة، وتأكيد دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة، وإعادة تعريف العلاقات التركية السورية والإسرائيلية بما يقلل الاحتكاك وتجنب انفجار الجبهات.

تفكيك المحاور وبناء تحالفات جديدة

يشرح الكاتب مصطفى النعيمي أن المتغيرات تمثل مرحلة استراتيجية في تفكيك التحالفات السابقة وبناء تحالفات جديدة منذ مطلع 2024، وأن الهدف لا يقتصر على اقتلاع النفوذ الإيراني بل يشمل أهدافاً مشتركة لصانع القرار السوري والأميركي في إعادة تعريف الإرهاب ليشمل جماعات مدعومة من إيران إضافة إلى ميليشيات الولائية متعددة الجنسيات.

وأشار إلى أن البناء التحالفي بدأ تكتيكياً مع الحكومة السورية ثم ارتقى إلى مستوى استراتيجي يشمل التنمية وإعادة الاستقرار مع استمرار المخاطر الإيرانية، وتأكيد أن سوريا انتقلت من العباءة الشرقية إلى العباءة الغربية ضمن تحالفات رسمتها القيادة السورية، مع رفض للهيمنة الإسرائيلية وتداخل المصالح السابقة على الأراضي السورية، وأن انهيار الميليشيات الولائية في نهاية 2024 أتاح إعادة ترتيب الأولويات الأمنية والتعاون مع الولايات المتحدة.

وأكد النعيمي أن أي قرار بنزع سلاح حزب الله سيتم بالتنسيق مع القيادة السورية والولايات المتحدة مع احتمالية وجود طرف ثالث رعاية أممية، وهو ما يعكس التزام دمشق بالتفاهمات الدولية والإقليمية ويركز على استدامة الأمن الإقليمي وتحرير الأراضي من التدخلات الأجنبية.

مصالح الشعب السوري مقابل المصالح الأميركية

يؤكد أستاذ العلوم السياسية أحمد مهدي أن إيران تفصل بين مصلحة الشعب السوري ومصالح الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، وأن التجارب السابقة أظهرت أن واشنطن تتبع مصالحها الذاتية عبر التدخلات والتعيينات والعقوبات واحتلال أراضٍ غنية بالنفط، في حين أن إيران دعمت فصائل المقاومة في مواجهة إسرائيل وكان ذلك جزءاً من حماية سوريا ومصالحها الإقليمية.

ويشير إلى أن التحولات الراهنة تقود إلى مصلحة أميركية وإسرائيلية وليس مصلحة الشعب السوري، وتقول الحكومة السورية الجديدة إنها أمام تحديات كبيرة تشمل إعادة توحيد الجيش ودمج القوات المحلية وتحريك السيطرة على مناطق شمال شرق البلاد التي استقطعتها ميليشيات كردية، وتؤكد أن السياسة الأمنية الفعالة يجب أن تركز على مصالح سوريا وشعبها قبل أي ترتيب إقليمي أو دولي.

مقالات ذات صلة