رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | قبضة البورصة.. حماس تثقل كاهل سكان غزة مع الحفاظ على نفس المعنى.

شارك

موقف حماس وتداعياته

تسعى حركة حماس إلى توسيع نطاق سيطرتها على غزة بينما تتبلور ببطء الخطط الأميركية لمستقبل القطاع، بحسب ما يؤكده فلسطينيون من غزة في تطور يعمّق شكوك خصومها حيال ما إذا كانت ستتخلى فعلاً عن السلطة كما تعهدت.

بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الماضي، سارعت حماس إلى إعادة ترسيخ قبضتها على المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، وقتلت عشرات الفلسطينيين الذين اتهمتهم بالتعاون مع إسرائيل أو بالسرقة أو بارتكاب جرائم أخرى.

وتطالب القوى الدولية الحركة بنزع سلاحها والخروج من السلطة، لكنها لم تتفق بعد على الجهة التي ستخلفها في الحكم.

اليوم، يقول نحو اثني عشر من سكان غزة إنهم يشعرون بتزايد حضور سلطة حماس في جوانب حياتهم الأخرى، فالسلطات تراقب كل ما يدخل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة وتفرض رسوماً على بعض السلع المستوردة ك الوقود والسجائر، كما تفرض غرامات على التجار الذين تعتبر أسعارهم مبالغاً فيها.

إسماعيل الثوابتة، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة حماس في غزة، قال إن الروايات عن فرض ضرائب على السجائر والوقود غير دقيقة، نافياً أن تكون الحكومة قد رفعت أي ضرائب، موضحاً أن السلطات لا تقوم إلا بمهام إنسانية وإدارية عاجلة بينما تبذل جهوداً حثيثة لضبط الأسعار.

وجدد تأكيد استعداد حماس لتسليم السلطة إلى إدارة تكنوقراط جديدة، قائلاً إن هدفها هو أن تتم عملية الانتقال بسلاسة لتجنب الفوضى في غزة.

قال حاتم أبو دلال، مالك أحد المجمّعات التجارية في غزة، إن الأسعار مرتفعة بسبب عدم دخول كميات كافية من السلع إلى القطاع، وأضاف أن ممثلي الحكومة يحاولون تنظيم الوضع الاقتصادي من خلال الجولات الميدانية ومراجعة البضائع وتحديد الأسعار.

أما محمد خليفة، الذي كان يتسوق في منطقة النصيرات بوسط غزة، فقال إن الأسعار تتغير باستمرار رغم محاولات ضبطها، مضيفاً: الأمر أشبه بورصة، مع وجود ارتفاع في الأسعار وغياب للدخل وظروف صعبة وشتاء قادم.

الخطة الأميركية وإجراءات متوقعة

خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة نجحت في تثبيت وقف لإطلاق النار في 10 أكتوبر وتأمين الإفراج عن آخر الأسرى الأحياء الذين خُطفوا خلال هجمات السابع من أكتوبر 2023 التي قادتها حماس على إسرائيل. وتنص الخطة على إنشاء سلطة انتقالية ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات ونزع سلاح حماس وبدء إعادة إعمار القطاع.

لكن مصادر متعددة أشارت هذا الأسبوع إلى تقسيم غزة بحكم الأمر الواقع، مع بقاء القوات الإسرائيلية منتشرة في أكثر من نصف مساحة القطاع وتعثر الجهود الرامية إلى المضي قدماً في تنفيذ الخطة.

الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة

يقول الغزيون إن الأوضاع الإنسانية لا تزال قاسية، رغم دخول مزيد من المساعدات منذ وقف إطلاق النار. وأفاد مسؤولون في حماس واقتصاديون مطلعون بأن الرواتب استمرت في الدفع للموظفين خلال الحرب، لكنها خُفضت أعلى الرواتب وتوحيدها عند مستوى 1500 شيكل شهرياً، وهو ما يرجح أن الحركة لجأت إلى احتياطيات نقدية مخزنة لتمويل هذه المدفوعات.

وقال الناشط والمحلل في غزة مصطفى إبراهيم إن حماس تستغل التأخير في تنفيذ خطة ترامب لتعزيز حكمها، وأضاف أن من المحتمل أن تواصل ذلك حتى وصول حكومة بديلة في غزة.

مقالات ذات صلة