رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مسار نحو “دولة فلسطينية”.. إسرائيل تتمسك بموقفها رغم الضغوط

شارك

تشهد المنطقة تداخلاً بين الملفات السياسية والضغوط الدولية في أزمة غزة، ما يعيد طرح مسألة الدولة الفلسطينية بعد عقود من الجمود.

تزامناً مع طرح البيت الأبيض خطة تمهّد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، تتعامل إسرائيل مع المبادرة بصلابة غير مسبوقة، رافضة أي مشروع قد يُنظر إليه على أنه مكافأة لحركة حماس عقب أحداث 7 أكتوبر.

وتتقاطع في هذا السياق وجهات نظر المسؤولين الإسرائيليين مع المحللين والخبراء الدوليين حول مدى واقعية هذا المسار وإمكان تنفيذه على الأرض.

موقف إسرائيلي صلب ومخاوف من مكافأة لحماس

أعلن عضو مركزي في حزب الليكود أن موقف الحكومة ما زال ثابتاً بوجوب عدم منح حماس مكافأة سياسية، وأن أي مشروع لإقامة دولة فلسطينية في الوقت الراهن غير مقبول ومرفوض تماماً من إسرائيل. كما أكد أن أي حديث عن حل الدولتين أو حلول بديلة مؤجل إلى حين يحدده الزمن، وأن القيادات الفلسطينية قد لا تسعى إلى إقامة دولة بناءً على مصالحها المتباينة.

وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول مبادرات السلام أو مشاريع الدولة الفلسطينية لا يمكن فرضها على إسرائيل، وأن أي توجه أميركي يجب أن يمر عبر حوار مباشر مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، مؤكدًا أن المشروع الحالي لن يقبله الإسرائيليون بأي حال.

في إطار أوسع، أوضح أن إسرائيل لا ترى حقاً للفلسطينيين بدولة بمفهومها التقليدي، بل تخشى قيام دولة قد تكون إرهابية على حدودها، مؤكداً أن إسرائيل قدمت دوماً السلام، بينما اعترضت بعض الدول العربية تاريخياً على خيار السلام. وذكر أن هناك 2 مليون عربي يعيشون داخل إسرائيل ويتمتعون بجميع الحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك التمثيل النيابي والقضاء والوظائف العامة. كما أشار إلى أن استقرار إسرائيل مرتبط بعدم تمكين حماس من العودة إلى ممارسة نفوذها في غزة، فاستمرار وجود هذه المنظمة الإرهابية يهدد الاستقرار الأمني.

وعرض أن المصالح الإسرائيلية الأميركية تتقاطع إلى حد كبير، وأن ترامب يسعى إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ومنع تجدد النزاعات، لكن العراقيل تأتي من عدم التزام بعض الأطراف، مثل حماس، بالاتفاقيات المبدئية. كما أكد أن القرار النهائي يبقى بيد نتنياهو وحكومته، ولن يسمح بأي مراوغة تمنح حماس مكافأة سياسية تحت الضغط الأميركي أو الدولي.

مسار فلسطيني معترف به دولياً

في جانب آخر، يقول الأكاديمي خالد عكاشة إن المنطقة ترى اليوم فرصة حقيقية لتحقيق المطلب الفلسطيني في إقامة دولة، وهو مطلب تأخر عقوداً وليس مرتبطاً حصراً بالأحداث الأخيرة، وأن سلسلة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية شكلت دافعاً لحراك أميركي يهدف لوقف الحرب وتلبية موجة الاعترافات الدولية.

وأكّد عكاشة أن إسرائيل تروّج لتسميات مغلوطة تفصل مفهوم التسوية عن الاعتراف بحركة حماس، معتبراً أن الحق الفلسطيني حق أصيل وفق مبدأ حل الدولتين ومرتكز على قرارات الأمم المتحدة التي نصت على تقسيم الأرض عام 1947، مذكّراً بأن إسرائيل نفسها لم تكن موجودة قبل ذلك التاريخ.

وأضاف أن إسرائيل تواجِه صراعاً في الداخل والخارج، إذ لم يعد خطابها المتشدد مقنعاً للمجتمع الدولي أو للدول العربية بقدرتها على تعطيل المسار السياسي. وتابع أن تصريحات القادة الإسرائيليين تعكس فراغ صبر وخشية من انعكاسات التوجه الأميركي لإخراج إسرائيل من حالة العزلة وفرض حل سياسي واقعي، وأن واشنطن تستطيع في تجارب سابقة فرض قرارات بسرعة حين تريد.

التشنّج الإسرائيلي وصراع الروايات

أشار عكاشة إلى أن التوتر الإسرائيلي الحالي يعكس صراعاً في الروايات، فالتصريحات الرسمية من رئيس الوزراء ووزير الدفاع تعبر عن مخاوف من فقدان السيطرة على السياق السياسي والتقدم نحو تسوية، بينما تتعاظم ضغوط واشنطن لدفع إسرائيل إلى مقاربة أكثر واقعية تتوافق مع حل الدولتين كسبيل لإرساء الاستقرار الإقليمي.

ورأى أن الإدارة الأميركية الجديدة تسعى إلى كسر العزلة الإسرائيلية وتحديد مسار يرضي جميع الأطراف، مع الإبقاء على شرط التعاون السياسي الإسرائيلي. وتذكّر بأن التجارب السابقة أظهرت قدرة واشنطن على فرض قرارات سريعة بما يضمن مصالح الأطراف المعنية، إذا توفرت الإرادة السياسية لضغط دولي كافٍ.

مقالات ذات صلة