دوافع الدعوات لاستمرار الحرب وخوف المحاسبة
ضغط المراقبون على تفسير استمرار الحرب كنتاج تقاطعات بين قادة الجيش وتنظيم الإخوان خلال الأيام الأربعة الماضية، مع تكثيف حملتهم الداعية لاستمرار القتال وتزامنها مع تصاعد الضغوط الدولية وتفاؤل الشارع السوداني بإمكانية نجاح خطة المجموعة الرباعية.
نشط قادة تنظيم الإخوان خلال الأيام الأخيرة جهودهم لحشد الشباب لمعسكرات الاستنفار في الولايات الشمالية والوسطى، رغم تقارير عن ضعف الإقبال في بعض المناطق.
يربط المراقبون استمرار الحرب بخوف العسكر وقادة التنظيم من المحاسبة على جريمة فض الاعتصام في يونيو 2019، وهو ما يدفعهم للإبقاء على الحرب كوسيلة للعودة إلى السلطة وتفادي تفكيك التنظيم.
أوضح الباحث السياسي الأمين مختار أن هدف الجيش وتنظيم الإخوان يتلاقيان في سعيهما لاستمرار الحرب، وأن العسكر يخشون تسليم السلطة خشية المسؤولية عن الجرائم السابقة.
رفض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أي هدنة أو مبادرة لوقف إطلاق النار، فشجّع ذلك قيادات الإخوان على نشاط أكبر في حشد الشباب وتعبئة الولايات.
تزامن ذلك مع تأكيد مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي أنه لا حل عسكري للحرب، في ظل تقارير عن خسائر بشرية واقتصادية كبيرة وتفاقم الأزمة.
قدمت أطراف إقليمية ودولية عشر مبادرات خلال الأشهر الماضية، لكنها فشلت في وقف الحرب بسبب مخاوف الجيش وقادة الإخوان من المحاسبة.
تشير الانتهاكات الكبيرة المرتبطة بتحالفات الجيش إلى عائق أمام جهود وقف الحرب، خصوصاً عندما ترتبط الانتهاكات بمسؤولين من الجانبين ويصعب حصرها داخلياً.
يشرح الخبير القانوني معز حضرة أن الخوف من المساءلة ناجم عن أن الجرائم لا تسقط بالتقادم، وأن القضاء الدولي يمكن أن يطاول القادة حتى لو غادرت السلطات المدنية السلطة لاحقاً.
يؤكد الخبير الدولي كمال الأمين أن المادة 28 من نظام روما الأساسي تقر بأن رئيس الدولة يسأل جنائياً عن جرائم مرؤوسيه، وهو ما يجند القادة العسكريين وتحملهم المسؤولية عن فض الاعتصام وانطلاق الحرب.
يربط مراقبون إطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم بخوف القيادة من المحاسبة، وتوجد شهادات ومقاطع تؤكد تنسيقاً بين الجيش وعناصر من تنظيم الإخوان لإشعال الحرب.
أقر محمد السر، أحد قيادات حزب المؤتمر الوطني، بأن خوف قيادة الجيش من الحديث عن الرصاصة الأولى أدى إلى استمرار الأزمة، مع وصف الحرب الاستباقية بأنها خطوة “مشروعة” من وجهة نظر من يحكمون الآن.
تبقى الرسالة أن الخوف من العدالة يحفز الأطراف على التمسك بالسلطة وتوظيف أي أداة لإشعال الحرب كسبيل لتأجيل محاكمتهم وإجهاض حملات تفكيك تنظيمهم.







