خلاصة الاستطلاع
أظهر استطلاع أُجري عبر الهاتف بين 8 أغسطس و2 سبتمبر 2025 على عينة تمثيلية تضم 1005 مسلم أن عمق التغلغل الأيديولوجي للجماعة داخل الجالية المسلمة في فرنسا أصبح مؤشراً مقلقاً يعكس توسع النزعة “التدين المغالي” والانفصالية، مدعوماً بقاعدة تأييد واسعة للحركات الإسلاموية التي تتحدى أسس الجمهورية. يعكس التقرير أن نشاط الإخوان الدعوي والتنظيمي يمثّل أحد أبرز العوامل في تعزيز وجودهم بين المسلمين الفرنسيين، حيث يجد صدىً مباشراً في الجاليات المغاربية والتركية بشكل خاص، كما يوضح وجود أكثر من 200 مكان عبادة مرتبط بهم جزئياً أو كلياً وفق تقارير حكومية سابقة في مايو 2025.
أفاد 24% من المسلمين بأنهم يعبرون عن تعاطف صريح مع الجماعة، وهو ما يقارب 912 ألف شخص، ما يشير إلى قاعدة اجتماعية صلبة يمكن أن تتحول إلى أداة تجنيد محتملة، في حين يُذكر وجود نواة صلبة ضمن ما يُعرف بـ«مسلمي فرنسا» تضم مئات الأعضاء النشطين.
ولا يقتصر التأييد على الإخوان وحدهم؛ إذ يتسع ليشمل 33% من المسلمين (حوالي 1.2 مليون شخص) تعاطفاً مع حركات إسلاموية رئيسية أخرى مثل السلفية والجهادية والتكفيرية. كما يحظى الفكر التكفيري، وهو الأرضية الأيديولوجية للجماعات الجهادية، بدعم معلن من 6%، فيما يعبر 3% عن تأييد مباشر للجماعات الجهادية.
هذه الأرقام تؤكد، بحسب التقرير، تغلغلاً أيديولوجياً يتعارض مع قيم الدولة المدنية. وتُبرز النتائج التحدي الذي يفرضه نشاط الإخوان على المجتمع الفرنسي، في ظل تنامي وجودهم في أكثر من 200 مكان عبادة يرتبط بهم جزئياً أو كلياً كما كشفت تقارير حكومية سابقاً في مايو 2025.
الشريعة فوق القانون وتداعياته
يمثل هذا التوسع تحدياً مباشراً للعلمانية الفرنسية، حيث تتوافق الرؤية الإخوانية القائلة “الإسلام هو الحل” مع مطالبات متزايدة بتفوق الشريعة على التشريعات الجمهورية. ويفضّل 44% من المسلمين (حوالي 1.6 مليون شخص) أن تكون أحكام الإسلام غالبة على قوانين الجمهورية، وتصل هذه النسبة إلى 57% بين الشباب دون 25 عاماً، الذين يشكلون هدفاً رئيسياً للدعاية الإخوانية عبر المنصات الرقمية والمساجد.
أما المطالبة بتطبيق الشريعة كاملاً في فرنسا، فقد أعلن عنها 15% (حوالي 570 ألف شخص)، ما يشير إلى تصاعد نزعة راديكالية تهدد التلاحم الوطني، كما حذّرت وزارة الداخلية الفرنسية في مايو 2025 من “تسلل قاعدي” يستهدف الشباب والعمالة المهاجرة.
ويتعمّق النشاط الفكري للجماعات الإسلاموية في تعزيز التناقض بين الخطاب الديني والقيم الحديثة، خاصة بين الشباب الذين يمثلون الوقود المحتمل للتجنيد. يرى 65% من المسلمين أن الدين يجب أن يفضّل على العلم في حال التعارض، وتصل هذه النسبة إلى 82% بين الشباب دون 25 عاماً، وهو ما يعكس وفق التقرير “معاداة للعلم” بين فئة واسعة من المشاركين.
كذلك، يفضّل 67% الحفاظ على التقليدية أو العودة إليها، مقابل 21% فقط يرغبون في “إسلام فرنسي حديث” يتوافق مع قيم الجمهورية.







