أطلقت جمعية جذور مبادرة مطعم سوسيت التي توفر مساحة عمل حقيقية لذوي الاحتياجات الخاصة، ولا سيما مصابي متلازمة داون، وتجمع بين العمل الكريم والدمج الفعلي في المجتمع.
أهداف المشروع
أوضح مدير قسم الإعلام في الجمعية أحمد علاء الدين أن هدف المشروع هو توظيف غالبية العاملين من المصابين بمتلازمة داون إلى جانب فئات أخرى من الإعاقات الذهنية البسيطة والتوحد الخفيف، ونقل هؤلاء الشباب من العزلة إلى بيئة تفاعلية تساعدهم على الاندماج واكتساب مهارات مهنية واجتماعية.
يعزز المشروع رؤية واقعية لقدرات ذوي الإعاقات عبر منحهم فرصة عمل منتجة تشعرهم بالمسؤولية وتوفر دعمًا نفسيًا واستقلالية.
واُختير موقع المطعم داخل حديقة تشرين ليكون مساحة اجتماعية مريحة تشجع العاملين والزوار على التفاعل وتتيح تجربة هادئة لسكان دمشق وزوارها.
يتم اختيار الشباب للعمل من خلال فريق إدارة حالة داخل الجمعية، حيث تُجمع المعلومات الاجتماعية والصحية وتُجرى مقابلات لتقييم التواصل اللفظي والبصري ومدى القدرة على استيعاب التعليمات.
كما يسهم التعاون مع جمعيات مختصة في ترشيح الحالات الأكثر جاهزية للعمل ضمن مهام الخدمة البسيطة والتعامل مع الزبائن.
تدريب متخصص لدمج ذوي الإعاقات في سوسيت
يخضع العاملون في مطعم سوسيت قبل مباشرتهم العمل لبرنامج تدريبي مكثف يشمل أساسيات الضيافة وترتيب الطاولات والتعامل الآمن مع الأدوات، إضافة إلى تدريبات على مهارات التواصل والترحيب بالزبائن والالتزام بالنظافة الشخصية ونظافة المكان، مع وجود مشرفين يرافقونهم بشكل دائم لضمان سير العمل وتقديم التوجيه اللازم.
كان تفاعل الزبائن عاملاً أساسياً في نجاح التجربة، إذ أظهر رواد المطعم دعماً وتفهماً مع أي تأخير أو خطأ بسيط، ما أسهم في خلق أجواء عائلية داخل المكان وعزز ثقة الشباب بأنفسهم خلال أداء مهامهم اليومية.
تؤكد رسالة المشروع أن الهدف يتجاوز التشغيل إلى ترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية وتشجيع المؤسسات على توظيف ذوي الهمم وإبراز قدرتهم على الإنتاج، مع تعزيز ثقافة تقبل الاختلاف وتحويل النظرة من التعاطف إلى المشاركة الفعلية في الدمج.
التوسع والرؤية المستقبلية
تعمل جمعية جذور على توسيع نطاق المشروع عبر زيادة عدد العاملين واستيعاب مزيد من الشباب والشابات من ذوي الإعاقات، إضافة إلى التخطيط لافتتاح فروع جديدة داخل دمشق وفي محافظات أخرى لضمان انتشار التجربة وارتفاع عدد المستفيدين منها.
تصريحات قيادية
قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية جذور الخيرية خلود رجب إن مطعم سوسيت لم يكن مجرد مقهى بل كان حلماً تحوّل إلى حقيقة، وكون نموذجاً وطنياً يحتذى به يعكس الروح التي يصنعها الفريق ويجعل الزائر يشعر بأنه في مساحة إنسانية تعيد تعريف العمل وتحوّل التحدي إلى فرصة.
أشارت إلى أن دمج الأشخاص ذوي متلازمة داون وتعزيز مشاركتهم في المجتمع مسؤولية جماعية تتطلب جهود متكاملة، لأنها جزء أساسي من النسيج الاجتماعي وتستحق فرصاً متكافئة في التعليم والعمل ضمن بيئة دامجة وممارسة الدمج بشكل فعّال.
وأوضحت أن الدمج يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الجهات والمنظمات والجمعيات، إلى جانب تنفيذ البرامج والسياسات الداعمة وتوفير فرص التدريب المهني وتوعية المجتمع بحقوقهم.
وأكدت رجب أن دمج هؤلاء الأشخاص اقتصادياً واجتماعياً هدف أساسي للجمعية، ويتم عبر تدريبهم على عدد من المهن المناسبة وتطبيق إجراءات عدة لضمان نجاح الدمج وتوفير بيئة داعمة لتحقيق الاستدامة.







