اليوم التالي لغزة ونزع سلاح حماس
تتصاعد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع، والأنظار تتجه إلى مسار الترتيبات المتعلقة باليوم التالي لغزة في ظل تصريحات متشددة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد عزمه مواصلة العمليات العسكرية على مختلف الجبهات ودفع تعزيزات إضافية إلى غزة وجنوب لبنان.
أجل اللقاء المرتقب في إسطنبول بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والقيادي في حركة حماس خليل الحية، مما أثار تساؤلات حول أثر التأجيل على المسار التفاوضي.
قدم الدكتور بشارة بحبح، رئيس جمعية العرب الأميركيين من أجل السلام والوسيط الأميركي الفلسطيني غير الرسمي، قراءة تفصيلية لمجريات المرحلة في تصريحات خاصة لغرفة الأخبار.
أوضح أن الجانب الأميركي يجعل بند نزع سلاح حماس في مقدمة أولوياته، بوصفه مطلباً إسرائيليا جوهرياً تستخدمه تل أبيب لتعطيل أي مسار سياسي نحو ترتيبات اليوم التالي.
أشار إلى أن تأجيل اللقاء ليس حدثاً استثنائياً بل مسألة معتادة في الدبلوماسية، ولا يعكس انهياراً أو ارتباكاً في المسار السياسي، ولكنه أكد أن اللقاء رغم أهميته لا يعتبر المرجعية القانونية للشأن الفلسطيني التي تظل منظمة التحرير والسلطة الوطنية.
شدّد على أن محاولة تجاوز منظمة التحرير أو فتح قنوات مباشرة مع حماس تشكل خطوة خطيرة ستضعف العملية السياسية وتفتح الباب لتداعيات معقدة.
قال إن الطرف الإسرائيلي هو من يملك المصلحة في تهميش منظمة التحرير لإبقاء حماس ضمن الصورة واستخدام وجودها كتبرير لاستمرار العمليات في غزة، وبهذا طالما بقيت حماس حاضرة فإن إسرائيل ستستطيع مواصلة ضرب القطاع.
تركز المفاوضات حالياً على ملفات جانبية مثل استعادة ما تبقى من الجثامين، وتوفير ممر آمن للمقاتلين داخل غزة، وترتيبات إنسانية تخص الرهائن.
أشار إلى تقرير نيويورك تايمز عن غرفة التنسيق السياسي العسكري التي أنشأتها الولايات المتحدة مع إسرائيل شمال القطاع، وتساءل عن غياب تمثيل فلسطيني في هذه الغرفة.
وصف ذلك بأنه خلل جوهري يعكس مقاربة تتجاهل الفلسطينيين وتؤدي إلى فشل المسار التفاوضي.
كشف عن قيامه بدور وسيط غير رسمي، كجهة شخصية دون تكليف رسمي أو دعم مالي، ونقل رسائل متبادلة بين الأميركيين وحماس خلال الأسابيع الأخيرة، مع مقترحات لإطلاق ما بين 100 و200 عنصر من حركة حماس.
أكد أن غياب الفلسطينيين عن الطاولة يعرقل أي تقدم حقيقي، وانه يحاول باستمرار تذكير الجميع بضرورة وجود طرف فلسطيني في قلب المفاوضات لأن أي عملية بدونهم ستكون محكومة بالفشل.
اكتملت المرحلة الأولى من الاتفاق بعد أن سلمت حماس الأسرى الأحياء والجثامين التي بحوزتها باستثناء ما تعذر العثور عليه بسبب تدمير المواقع.
أما بخصوص تهديدات نتنياهو وتصعيده المسار القادم، فاعتبرها بحبح مجرد تهويلات سياسية، مؤكدًا أن نتنياهو لن يستطيع تعطيل المسار لأن اتفاقية شرم الشيخ تحمل اسم ترامب.
ويرى بأن التحدي الأكبر ليس في تأجيل اللقاء أو في تصريحات نتنياهو، بل في سعي نحو استبعاد منظمة التحرير من صياغة مستقبل غزة.
يحذر من أن أي صيغة لا تتضمن تمثيلًا فلسطينياً جامعاً على الطاولة ستبقى هشة ومعرضة للفشل، مهما حاولت الأطراف الدولية والإقليمية.







