تقدم الولايات المتحدة مقاربة جديدة لوقف الحرب في السودان، حيث دخل ترامب شخصيا على خط الأزمة وتحدث عن ضرورة توقف الحرب فوراً وبشكل حاسم.
الإطار والمقاربة الأميركية
تطرح الإدارة الأمريكية هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر وتدعو الطرفين لقبولها دون شروط مسبقة، وتكثف الجهود لعقد اجتماعات مع شركاء الرباعية وهي الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر بهدف الوصول إلى حل عاجل.
يرتكز المسعى الأميركي على ثلاثة محاور: الوضع الإنساني عبر وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات ورعاية النازحين واللاجئين؛ الانتقال السياسي عبر تفاوض سوداني-سوداني يؤدي إلى حكم مدني بعيداً عن الأطراف المتنازعة؛ إعادة الإعمار شامل للمرحلة التي تلي انتهاء الحرب. وتؤكد واشنطن وشركاؤها خطوطاً حمراء واضحة تتعلق بتأثير النظام السابق والإخوان المسلمين والدور الإيراني.
وتوضح واشنطن أن أدوات الضغط متعددة، بعضها استُخدم سابقاً وبعضها قيد الدراسة وسيُعلن عنها في الوقت المناسب، مع وجود زخم دولي أقوى يضغط من أجل الوصول إلى وقف فوري.
التحديات والواقع الميداني
يشير فايز السليك إلى أن الطريق ليس سهلاً رغم التحرك الأميركي، فهناك تعدد مراكز القرار داخل الجيش وتغلغل الحركة الإسلامية في المؤسسة العسكرية، ما يجعل إبرام اتفاق صعباً. كما أن إنهاء الحرب اليوم قد يمثل إعادة تشكيل قوة مدنية لا ترغب فيها أجزاء من الجيش، وهو ما يفسر تمسك بعض الأطراف بموقفها.
أما داخل قوات الدعم السريع فهناك مراكز قرار متعددة وعناصر غير منضبطة تستفيد من استمرار الحرب، وهو ما يعقد فرص التوصل إلى هدنة مستدامة.
أبعاد المدنيين وآفاق الحل
يرى السليك أن المدنيين هم الأكثر تضرراً والأقل قدرة على التأثير، حيث يواجهون نزوحاً يجاوز عشرة ملايين وتآكل خدمات، فيما يخشى القادة العسكريون من انتقال سلطة مدنية تقودها قوى المعارضة للمؤسسة العسكرية.
يؤكد بولس أن الإرادة الدولية أقوى من أي وقت مضى ووجود ترامب على خط الأزمة قد يغير قواعد اللعبة، بينما يبقى شرط معالجة جذور المشكلة بتعزيز الضغوط الواضحة وتقليل فرص استغلال أطراف الحرب للمكاسب السياسية.







