رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | هل تُعد خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا منسوخة من روسيا؟

شارك

أظهرت ثلاث مصادر مطلعة أن خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا مستمدة من وثيقة روسية أُرسلت إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي، وتضمنت شروط موسكو لإنهاء الحرب. وقالت المصادر إن الروس أرسلوا الوثيقة إلى كبار المسؤولين الأميركيين في منتصف أكتوبر، عقب اجتماع جمع ترامب بزعماء أوكرانيا في واشنطن. وتضمنت الوثيقة مقترحات موسكو على طاولة التفاوض، منها تنازلات رُفِضت من كييف، مثل التخلي عن مساحات واسعة من أراضيها شرق البلاد.

ويمثل ذلك أول تأكيد على أن الوثيقة شكلت أساساً رئيسياً لخطة السلام المؤلفة من 28 نقطة. ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية ولا السفارتان الروسية والأوكرانية في واشنطن على طلب التعليق، كما لم يعقب البيت الأبيض مباشرة على الورقة غير الرسمية، لكنه أشار إلى تفاؤل ترامب بشأن التقدم المحرز نحو الخطة. وكتب ترامب أن المبعوث الخاص ويتكوف سيتولى الاجتماع مع الرئيس الروسي بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه سيجتمع وزير الدفاع دان دريسكول مع الأوكرانيين.

ومن غير الواضح لماذا وكيف اعتمدت إدارة ترامب على الوثيقة الروسية لصياغة الخطة الأميركية، لكن المصادر أشارت إلى أن بعض كبار المسؤولين، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، يرجّحون أن الأوكرانيين سيرفضون المطالب الروسية. وبحسب المصادر، بحث روبيو الوثيقة في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأقر خلال تصريحات له في جنيف بأنه تلقى «عشرات الوثائق غير الرسمية وأشياء من هذا القبيل» من دون الخوض في التفاصيل.

بعد نشر أول تقارير عن الخطة، تصاعدت الشكوك بين المسؤولين والمشرعين الأميركيين بأن الخطة ليست اقتراحاً جدّياً بل قائمة بمواقف روسية. ومع ذلك، مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على أوكرانيا، مهددة إياها بتقليص المساعدات العسكرية إذا لم توقع على الخطة. وتم وضع الخطة جزئياً على الأقل خلال اجتماع بين جاريد كوشنر ومبعوث ترامب ويتكوف مع كيريل دميترييف، رئيس صندوق ثروة سيادية روسي، في ميامي الشهر الماضي، حيث أطلع عدد محدود من كبار مسؤولي الخارجية والبيت الأبيض على نتائج الاجتماع.

وقد ذكرت تقارير أن ويتكوف قدّم نصيحة إلى مستشار الكرملين يوري أوشاكوف بخصوص الطريقة التي ينبغي أن يتحدث بها بوتين مع ترامب، وفق نص مكالمة حصلت عليه إحدى وكالات الأنباء، وتدل على وجود إشارات إلى خطة محتملة من 20 نقطة في 14 أكتوبر، وتوسع نطاقها خلال محادثات لاحقة مع دميترييف.

أثارت الضجة موجة من المساعي الدبلوماسية عبر ثلاث قارات. وأفادت تقارير بأن الخطة الأصلية تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين، إذ تم حذف أو تعديل 9 نقاط من أصل 28 نقطة بعد محادثات بين كبار المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين. وقال طاقم من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين إن روبيو أبلغهم أن الخطة ليست خطة أميركية بل قائمة رغبات روسية، لكن البيت الأبيض والوزارة أكّدا نفي ذلك بشدة. وفي مناقشات تلت ذلك، وافق وفد أميركي رفيع المستوى ضم روبيو على حذف أو تعديل بعض الأجزاء الأكثر تأييداً لروسيا خلال لقاءات في جنيف مع مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين. وفي كييف، أبدى مسؤولون أوكرانيون تأييدهم لإطار الاتفاق المعدل الناتج عن المحادثات الأخيرة، لكنهم شددوا على أن القضايا الأكثر حساسية، خصوصاً التنازلات عن الأراضي، تحتاج إلى نقاش وإصلاح في اجتماع محتمل بين زيلينسكي وترامب.

مقالات ذات صلة