أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء أنه قرر إلغاء جميع الوثائق، بما فيها قرارات العفو، التي قال إن سلفه جو بايدن وقّعها باستخدام جهاز التوقيع الآلي.
يُستخدم جهاز “أوتو بين” لاستنساخ توقيع الشخص بدقة، وهو أداة تُستخدم عادة في الوثائق ذات الكميات الكبيرة أو ذات الطابع البروتوكولي، كما استُخدمت عبر عقود من القادة من الحزبين.
أطلق ترامب ومؤيدوه سلسلة من الاتهامات بأن استخدام بايدن لهذا الجهاز أثناء الرئاسة يبطل إجراءاته أو يشير إلى أنه لم يكن على دراية كاملة بها.
ومن غير المعروف ما إذا كان بايدن استخدم الجهاز في قرارات العفو.
وكتب ترامب على منصة Truth Social قائلاً: “أي شخص تلقى عفواً أو تخفيفاً للعقوبة أو أي وثيقة قانونية أخرى وُقّعت بهذه الطريقة يجب أن يعلم أن هذه الوثيقة أُبطلت بالكامل ولا يترتب عليها أي أثر قانوني”.
وقبل مغادرته منصبه في يناير، أصدر بايدن عدداً من قرارات العفو، بعضها لأفراد من أسرته رغب في حمايتهم من تحقيقات ذات دوافع سياسية.
كما أمر بتخفيف بعض الأحكام، بما في ذلك لمرتكبي جرائم المخدرات التي لا تشوبها أعمال عنف.
التوقيع الآلي
التوقيع الآلي هو اسم جهاز يكرر التوقيعات باستخدام حبر حقيقي، مما يجعل من السهل على الشخصيات العامة توقيع الكثير من الوثائق دفعة واحدة.
يحتوي الجهاز على ذراع تحمل قلماً ويمكنه استخدامه لنسخ التوقيع المبرمج على الورقة الموضوعة أسفل الآلة.
وتقول شركة “أوتو بين” وهي شركة مقرها ماريلاند وتختص في تصنيع هذه الأجهزة، إن التقنية استُخدمت من قبل الجامعات والوكالات الحكومية والمؤسسات الأخرى لأكثر من 60 عاماً، وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية.
وفق الشركة، فإن “القلم الآلي” أداة يستخدمها أكثر القادة تأثيراً في العالم، لأنها تتيح لهم استثمار وقتهم وجهدهم في القضايا المهمة دون التضحية بأثر المراسلات الشخصية.
أصل الفكرة وتطورها
يُعتبر “بوليغراف” في القرن التاسع عشر مقدمة مبكرة لـ”القلم الآلي”، فقد كان هذا الجهاز يسمح لشخص واحد بحريك قلمَين في وقت واحد.
وحصل الجهاز على براءة اختراع في الولايات المتحدة عام 1803، وبدأ إنتاجه في العام التالي، واستخدمه توماس جيفرسون خلال فترة رئاسته وبعدها.
وشهد الجهاز تطورات عدة حتى قام روبرت دي شازو جونيور بإنتاجه على نطاق تجاري بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت أول طلبية تلقّاها دي شازو من وزارة البحرية الأميركية، وسرعان ما أصبحت هذه الأجهزة شائعة داخل الدوائر الحكومية.
وفي مقابلة مع مجلة The Washingtonian في عام 1983، قال دي شازو الذي كان يدير شركة “تقنية التوقيع الآلي” في فرجينيا، إن هناك نحو 500 جهاز توقيع آلي قيد الاستخدام في العاصمة واشنطن، تشمل الكونغرس والوزارات.
أي الرؤساء الأميركيين استخدموا “القلم الآلي”؟ اعتمد العديد من الرؤساء منذ عهد جيفرسون على هذه الأجهزة، لكن بعضهم استخدمها بشكل علني أكثر من غيره. يعتقد أن هاري ترومان استخدم هذا الجهاز، وكذلك جيرالد فورد، بحسب مؤسّسة Shappell Manuscript Foundation. أما ليندون جونسون فُرِض عليه كشْف انتشار التقنية بعد أن سمح بالتقاط صور للجهاز خلال ولايته.
وقد تصدّر الخبر غلاف صحيفة National Enquirer عام 1968 بعنوان: “أحد أكثر أسرار واشنطن: الروبوت الذي يحل محل الرئيس”. وتشير تقارير إلى أن الرؤساء الذين استخدموا القلم الآلي في النصف الثاني من القرن العشرين هم: جون كينيدي، جيمي كارتر، وريتشارد نيكسون، حيث استخدموه لتوقيع الرسائل والوثائق المختلفة.
وفي عام 2011، أصبح باراك أوباما أول رئيس معروف يوقع قانوناً باستخدام “القلم الآلي”، وذلك عندما وقّع تمديد قانون Patriot Act وهو في فرنسا.







