رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | مفاوضات الناقورة.. نافذة ذهبية أم اختبار لسيادة لبنان؟

شارك

عقدت مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل لأول مرة منذ عقود في مقر قوات اليونيفل في بلدة النقورة جنوب لبنان، بحضور مسؤولين مدنيين من الطرفين.

تولى السفير اللبناني السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني، بينما مثل الجانب الإسرائيلي أوري رزنيك من مجلس الأمن القومي، في إطار لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.

وجاء الاجتماع في وقت يمر فيه المشهد السياسي اللبناني بمرحلة من الانهيار، بعدما رفض حزب الله والمكونات الشيعية الإشادة بالمبادرات الرئاسية الثلاثية، معتبرة أي مفاوضات مع إسرائيل انتهاكاً للمبادئ الوطنية.

حاضرت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الاجتماع، بعد زيارتها إسرائيل والتقت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، واطلعت على تقييمات إسرائيلية حول نشاط الجيش اللبناني وحصر سلاح حزب الله.

أكدت إسرائيل أن نزع سلاح حزب الله محورياً لأمنها ومستقبل لبنان، مع تحذيرات من احتمال تصعيد عسكري قريب.

في الوقت نفسه، تشهد بيروت سلسلة زيارات دولية، منها زيارة وزير خارجية قطر ووصول بعثة من مجلس الأمن إلى لبنان في رسالة لضغط على حزب الله لتفكيك قدراته العسكرية قبل أي تصعيد محتمل.

التمثيل اللبناني في المفاوضات

قال الباحث علي أحمد إن التمثيل اللبناني كان أقل من رغبة الإسرائيليين الذين طالبوا بتمثيل رفيع المستوى يشمل أحد كبار الوزراء اللبنانيين، بينما اختارت الدولة اللبنانية تمثيلاً مدنياً.

وأوضح أن حزب الله أعاد تأكيد موقفه الرافض للمفاوضات عبر كتاب مفتوح، في حين قررت الدولة اللبنانية المضي في تعيين ممثل مدني.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الموارد المائية في جنوب لبنان، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني، مستغلة انهيار الاقتصاد اللبناني.

وأضاف أن الجانب الإسرائيلي يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية محدودة، بينما يواجه لبنان تحدياً في الحفاظ على سيادته دون التفريط بأي أوراق قوة.

وأوضح أن التفاوض يجب أن يبدأ بتوظيف الدولة اللبنانية لجميع أوراق قوتها قبل الدخول في نقاشات مع إسرائيل، بعيداً عن سلاح حزب الله أو أي قوة عسكرية أخرى.

كما أشار إلى أن الشعب اللبناني، بما فيهم مؤيدو حزب الله، يطرح أسئلة ومواقف أكثر تشدداً من مواقف الحزب نفسه، ما يعكس تعقيدات المشهد الداخلي أمام أي خيار تفاوضي.

جدلية السيادة مقابل الضغوط الدولية

أكد أن الحفاظ على السيادة هو الهدف الأساسي لأي مفاوضات، وأن الدولة اللبنانية يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن مصالحها واستثمار أوراق القوة قبل الدخول في حوار.

وأوضح أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى ذرائع لشن حرب أو فرض شروط سلام، وأن القرار النهائي بشأن الحرب أو السلم لم يكن يوماً في يد لبنان، بل كان في يد إسرائيل.

وأشار إلى أن كل محاولة تفاوض يجب أن تبدأ من قاعدة حماية السيادة الوطنية، مع جمع كل أوراق القوة المتاحة، حتى يتم التفاوض من موقع قوة وليس من موقع الاستسلام.

وأضاف أن أي خروج عن هذا المنطق يعرّض لبنان لمخاطر كبيرة، خاصة في ظل المطامع الإسرائيلية الكبرى في توسيع نفوذها والسيطرة على الموارد الحيوية اللبنانية.

التجربة التاريخية والدروس المستفادة

أكد أن التجارب السابقة، مثل نموذج التفاوض مع سوريا، تبين أن التفاوض المباشر مع إسرائيل قد لا يكون ذا جدوى في كثير من الحالات بسبب خروقات إسرائيل لأي اتفاق، كما حدث عند قصف مواقع سورية رغم وجود مفاوضات طويلة.

ودعا إلى أن يكون موقف حزب الله الرافض للتفاوض درساً تاريخياً حول جدوى المفاوضات المباشرة، مع ضرورة أن يكون أي خيار سيادي للدولة اللبنانية مدعوماً بتعاون وطني كامل.

مقالات ذات صلة