أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا مرّت بمراحل خطيرة خلال الفترة الماضية، أبرزها العزلة التامة، واليوم استعادت كثيراً من علاقاتها الإقليمية والدولية وباتت نموذجاً للاستقرار الإقليمي.
وأوضح خلال جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى الدوحة أن العالم أدرك الفرصة التي حصلت لسوريا من حيث الاستقرار الإقليمي بعد أن تحولت من منطقة مصدّرة للأزمات إلى نموذج للاستقرار، وأسهمت في إرساء دعم الاستقرار في المحيط.
وعن الدور الأمريكي، أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية منخرطة في المفاوضات، وأن العديد من الدول متفقة على ضرورة انسحاب إسرائيل إلى ما قبل 8 كانون الأول.
وعن فرحة السوريين بسقوط النظام البائد، أكد أن الملايين من السوريين لا يزالون ينزلون إلى الشوارع بشكل عفوي للتعبير عن فرحتهم بسقوط النظام السابق.
لفت إلى أن سوريا تعيش أفضل ظروفها اليوم، وأنها بلد واعٍ، ولا يوجد بلد لا يعاني من بعض المشاكل الداخلية، ولا سلطة في العالم تحصل على توافق مئة في المئة، لافتاً إلى أن النظام البائد ورّث خلافات طائفية كبيرة، وكان يستخدم طوائف ضد أخرى، وإسرائيل تعمل على تصدير الأزمات إلى الدول الأخرى والهروب من المجازر المرتكبة في قطاع غزة.
أبرز التطورات والآفاق المستقبلية
وعن الإنجازات التي تحققت خلال أقل من عام، أشار الرئيس إلى أن سوريا حققت إنجازات كثيرة وتعمل على مسار إيجابي أهمه تقدم اقتصادي ملموس، في وقت تهاجم إسرائيل سوريا بعنف شديد وشنّت عليها أكثر من ألف غارة ونفّذت 400 توغل في أراضيها، لافتاً إلى أن الأمور ذاهبة باتجاه رفع العقوبات عن سوريا، وهذا المسار تدعمه إدارة ترامب.
وقال: “إن العالم انفتح على سوريا للاستفادة من موقعها المهم ومن تأثيرها الإقليمي لإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة، وسوريا هي التي عرّفت العالم معنى التعايش وأعطت دروساً في ذلك عبر تاريخها”.
ولفت حول التعايش بين السوريين إلى أن سوريا عرّفت العالم معنى التعايش وأعطت دروساً في ذلك عبر تاريخها، مشدداً على أن الثورة لم تكن مقصورة على فئة محدودة، بل شارك فيها كل أطياف ومكونات الشعب السوري، على الرغم من أن البلاد ورّثت مشكلة طائفية كبيرة، وكان جميع السوريين ضحاياها، مؤكداً ضرورة حلّها، وأن سوريا دولة قانون يحكمها القانون ويحفظ حقوق الجميع، والقانون هو الأساس لبناء الدولة الجديدة والحفاظ على الحقوق.
وشدد الرئيس الشرع على أن الحكومة تجنّبت تقسيم السلطة بين الطوائف والأعراق، والتشارك في الحكومة دون مبدأ المحاصصة، مشيراً إلى أن العمل قائم على المشاركة لضمان مسار صحيح لسوريا يمكن أن يسير عليه الجميع في المنطقة.
وأكد أن سوريا ليست قبيلة بل دولة متطورة تقوم على الانتخابات وفق الظروف الحالية، وأن المرحلة الراهنة هي مرحلة بناء الدولة والقانون من جديد، حيث إن بناء المؤسسات هو ما سيبني الدولة ويؤسس لمستقبل مستقر للجميع.
وأوضح أن الانتخابات ستجري خلال السنوات الخمس التي منحها الإعلان الدستوري، وأن الحكومة غلّبت منذ بداية معركة ردع العدوان حالة العفو والصفح من أجل مستقبل مستدام وآمن للشعب السوري.
وفي سياق آخر، قال الرئيس الشرع إن الإرهابي هو من يقتل الناس، وإن تطبيق هذا المبدأ يظهر أن النظام البائد وإسرائيل هما الإرهابيان، مؤكداً أن قيود السجون كُسرت وتم تحرير المعتقلين دون سفك الدماء أثناء النصر على النظام البائد، وأن المجتمع الدولي أدرك بعد تحرير سوريا أن مفهومه للإرهاب كان خاطئاً، ما دفع الأمم المتحدة لإزالة صفة الإرهاب عن البلاد.
وأوضح الرئيس أن المرأة في سوريا ممكنة وحقوقها محفوظة، وهناك جهود لضمان مشاركتها في الحكومة ومجلس النواب.







