تقدم سريع في الجنوب وتغيرات الحدود
سيطر الثوار عبر غرفة عمليات الجنوب على 42 بلدة وموقعاً للنظام في محافظة درعا، من بينها ستة مخافر حدودية، وذلك بعد تشكيل معركة كسر القيود وتقدمها السريع في المنطقة.
تزامن ذلك مع تقدمٍ لقوات إدارة العمليات العسكرية وتوسيع سيطرتها في ريف حمص الشمالي، وسط انسحابات وانهيارات في صفوف قوات النظام في ريف حماة الجنوبي، كما شملت التطورات محافظتي دير الزور وريف دمشق.
سيطرت غرفة عمليات الجنوب على 42 بلدة وموقعاً للنظام في درعا، من بينها ستة مخافر حدودية، كما سيطرت فصائل من السويداء على السجن ومبنى حزب البعث وسرية حفظ النظام، وطالبت النظام بالانسحاب من المربع الأمني في مدينة السويداء.
وشكلت السيطرة على معبر نصيب أول وصول للفصائل إلى الحدود مع الأردن، ما أثار أسئلة حول عمل المعبر البري الوحيد بين البلدين.
افتتاح جزئي
قبيل التحرير أغلقت الأردن معبر جابر الحدودي بسبب الظروف الأمنية المحيطة في الجنوب السوري، مع السماح للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى داخل المملكة، فيما منعت حركة المغادرين إلى الأراضي السورية.
وتم الإعلان بعد نحو شهر أن التنسيق بين الجانبين السوري والأردني سمح للسوريين واللبنانيين بالمرور ترانزيتاً براً أو جوا إلى دول الجوار اعتباراً من الأول من كانون 2025، شريطة حيازة إقامة سارية أو تأشيرات تخول دخول الأردن.
افتتاح كامل
واصلت التطورات حتى أعلن التلفزيون الأردني في 17 آذار فتح معبر جابر أمام حركة العبور بين البلدين على مدار اليوم، ثم شهد المعبر حركة نشطة وتغيراً في الجوانب التقنية والخدمية للمسافرين.
وضح مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش أن التحديات في إعادة تنظيم وتطوير المعبر كانت معقدة، نتيجة تضرر البنية التحتية خلال سنوات الحرب وغياب التجهيزات التقنية، إضافة إلى ضرورة تأهيل الكوادر البشرية وتجاوز الضغوط اللوجستية المستمرة.
شريان رئيسي
أكد المحلل الصحفي عامر عبد الحي أن معبر نصيب يمثل أحد أهم المنافذ البرية في المنطقة، كونه شرياناً رئيسياً لحركة المسافرين والبضائع بين سوريا والأردن ودول الخليج، وواجهة تعكس صورة سورية الجديدة بعد سنوات الحرب والنزوح.
وأشار عبد الحي إلى الأهمية الخاصة للمعبر نظراً لحجم الجالية السورية في الأردن ودول الخليج، حيث تشير بيانات مفوضية اللاجئين إلى وجود أكثر من 650 ألف لاجئ سوري في الأردن، وتقديرات السعودية تضع عدد السوريين المسجلين بنحو 449 ألفاً حتى 2022، إضافة إلى أعداد أخرى في دول الخليج.
اعتراف بالواقع السياسي الجديد
أشار عبد الحي إلى أن إغلاق المعبر أثناء التحرير أدى إلى تكدّس آلاف السوريين وهم ينتظرون العودة بفترة طويلة، وكانت مشاهد الانتظار مؤثرة وتبرز الشوق للعودة بعد سنوات الفراق.
وذكر أن إعادة فتح معبر نصيب تشكّل إعلاناً عملياً عن استعادة الدولة السورية الوليدة السيطرة على حدودها، وبدء مرحلة جديدة من الاعتراف بالواقع السياسي الجديد، مع استعداد البلاد لفتح أبوابها أمام أبنائها داخلاً وخارجاً، واعتبر ذلك خطوة إيجابية من الأردن ودول الخليج، وخاصة السعودية التي تستضيف نحو مليوني ونصف مواطن سوري.
عنوان لمرحلة جديدة
أشار الافتتاح بحلته الجديدة إلى أنها صورة مشرقة لسوريا الجديدة وتغييراً لافتاً في أسلوب عمل الكوادر البشرية في المعبر، حيث تميزت بالبشاشة والترحيب ومساعدة كبار السن واحترام المواطن والزائر، وترددت عبارات ترحيبية مثل “أهلاً وسهلاً” و”عوداً حميداً” و”الحمد لله على السلامة”، فصار المشهد ينعكس بـ”المكتوب مبين من عنوانه”.
وأكد أن معبر نصيب أصبح عنوان المرحلة الجديدة، وأكثر انفتاحاً وإنسانية واحتراماً لكرامة الناس، وهو محور قصص إيجابية تتناقلها الناس عن التسهيلات والإجراءات السهلة بدون مقابل، وسط غياب مظاهر الفساد والابتزاز.







