رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | كردفان على فوهة الانفجار.. لغز تداعيات هجليج يزداد تعقيدا

شارك

تعلن قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على حقل هجليج النفطي، وهي خطوة ذات وزن اقتصادي وعسكري كبير في مسار الحرب السودانية.

تكتسب هذه التطور أهمية مضاعفة حين تقرأ ضمن سلسلة التطورات الميدانية الأخيرة، وخاصة سقوط الفاشر وتداعياته على خرائط السيطرة غرباً وجنوباً.

يقدّم الكاتب والباحث السياسي السوداني ماهر أبو الجوخ قراءة تفصيلية لمسار هذه التطورات، كاشفاً عن شبكة من الانعكاسات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية التي تجعل السيطرة على هجليج نقطة انعطاف في مسار الصراع.

أهمية هجليج في معادلة الحرب

تتحدد أهمية هجليج من محورين أساسيين: الأول اقتصادي يتصل بإنتاج النفط ويضم عشرات الآبار ومركز المعالجة لنفط غرب كردفان، إضافة إلى مناجم الذهب، ما كان يمول جزءاً من الجهد الحربي.

يُعتبر المحور العسكري الثاني هو هجليج كآخر معاقل الجيش في غرب كردفان، وهو ما يجعل سقوطها ضربة مزدوجة تمثل خسارة جغرافية واسعة ومورداً تمويلياً رئيسياً.

يرى أبو الجوخ أن السيطرة لا يمكن فصلها عن التطورات التي تلت سقوط الفاشر، التي شكلت هزة ارتدادية أطاحت لاحقاً ببانوسة ثم اللواء 90 التابع للفرقة 22، وهو خط الدفاع الأهم عن هجليج، فبدأ التقدم يؤتي ثماره تدريجياً.

تطورات الميدان.. من الفاشر إلى هجليج

يبيّن أبو الجوخ أن المسار بدأ بعد إنهاء سيطرة الدعم السريع على معركة الفاشر، فإعادة نشره نحو بؤر توتر جديدة مثل بابنوسة المحاصرة سمحت بالانتقال نحو هجليج مستفيداً من التضييق المستمر وتزايد انتشار قواته في غرب كردفان وجنوبها.

يؤكّد أن التقدم ترافق مع توسيع نطاق العمليات في غرب كردفان وجنوبها، وعزز تحالفه العسكري-السياسي مع الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، ما ظهر في التصعيد بمحور جنوب كردان.

كردفان.. بوابة المعارك القادمة

تؤكّد قراءة أبو الجوخ أن الدعم السريع يركز جهوده الآن على أكبر معاقل الجيش في جنوب كردفان: الدلنج وكادوقلي، كهدفين مباشرين في المرحلة التالية بسبب ثقلهما العسكري وحُكمهما لطرق انتشار الجيش.

يضع أبو الجوخ مدينة أبو جبيهة ضمن قائمة الأهداف المحتملة، وهي من أهم الحاميات خارج الأبيض، فسيطرة عليها قد تقطع عمقها العسكري وتُشعر الجيش بضغوط إضافية.

يستغل الدعم السريع الانتصارات المتتالية كدفعة معنوية لتعزيز مرونته الميدانية وتوسيع وجوده قبل أي تفاوض.

الأبعاد الاقتصادية والدبلوماسية

يرى أبو الجوخ أن السيطرة على هجليج تحمل أبعاد اقتصادية مهمة لكنها ليست كبيرة على قدرات النفط مباشرة بسبب تضرر المصفاة المركزية في الخرطوم، مع ذلك تبقى لها رمزية عالية لأنها مرتبطة بتصدير نفط جنوب السودان عبر السودان.

يرتبط هذا التطور بالجانب الدبلوماسي، حيث قد يكسر الاتّفاق غير المعلن الذي حكَم سنوات بشأن إنتاج النفط، ما يمهّد لتصعيد محتمل في العلاقة مع جنوب السودان الذي يعتمد على خطوط التصدير عبر السودان.

تترك التداعيات المعنوية أثرها على الطرفين، فلدعم السريع دفعة معنوية قوية بينما يواجه الجيش خسارة متتابعة لمواقع استراتيجية وتراجعاً في قدرته التمويلية.

المشهد العام.. حرب مفتوحة بانتظار هدنة

يؤكد تحليل أبو الجوخ أن الهدنة لم تنهَر لكنها أصبحت أكثر تعقيداً بفعل التطور الميداني، وأن الطرفين يستثمران التوقف في المفاوضات لتحسين موقعيهما.

يرى أن المسار سيستمر، وأن الهدنة ستعود يوماً لكن بشروط ومعطيات جديدة يفرضها الطرف الأكثر تقدماً على الأرض، وهو ما يعيد تشكيل خريطة السيطرة في غرب وجنوب كردفان ويعزز موقع الدعم السريع قبل أي تسوية محتملة.

مقالات ذات صلة