أبرز الاتهامات وتبريرها
يرى مراقبون أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يساهم في إرباك المشهد السياسي وتطويل أمد الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، بهدف التمسك بالسلطة.
ويعزو هؤلاء السبب جزئياً إلى ضعف موقفه القانوني أمام الجرائم التي ارتُكبت خلال السنوات الست الماضية، إضافة إلى مخاوفه من حلفائه في تنظيم الإخوان، الذين يخشون فقدان النفوذ في حال التوصل إلى حل سياسي يحافظ على استقلالية البلاد ويركز على سلطة مدنية جديدة.
ويؤكد المراقبون أن البرهان يركز على الحل العسكري لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، وتقدر المصادر أن الأخير يسيطر على نحو 40 في المئة من مساحة البلاد، وهو ما يعزز رفضه لأي تفاوض قد يتيح للداعمين للجيش استعادة زمام الأمور.
وبعد خسارة دارفور وكردفان، قال البرهان في خطاب أمام كبار الضباط إن الجيش لن يدخل في تفاوض ما لم يسلم الدعم السريع سلاحه ويخرج من المناطق الخاضعة له، وهو شرط اعتبره المراقبون تعجيزياً ويفتح الباب أمام استمرار الحرب والمعاناة الإنسانية.
عوامل الخوف والنهج السياسي
يؤثر الخوف من التبعات القانونية على قرارات البرهان، وفقاً للمحللين، فالتهم المرتبطة بفض اعتصام 2019 وبقمع الاحتجاجات بعد الانقلاب في 2021 تذهب به إلى خيار التمسك بالحكم وتفادي خطوات العدالة الانتقالية.
وتؤكد مصادر أن وجود تنظيم الإخوان داخل الجيش ودوائر الدولة يجعل البرهان يتجنب أي تسوية قد تقود إلى انتهاء سلطته، ما يدفعه إلى قراءة الحلول الدولية والإقليمية من منظور شخصي أقرب إلى البقاء في السلطة.
يضيف بعض المحللين أن هذه المخاوف تؤثر في موقف البرهان من المبادرات الدولية وتؤدي إلى تبنّي مواقف لا تقبل بها الأطراف الدولية وتزيد من عزل السودان ورفضه لجهود الوساطة.
نهج استعدائي وآثاره
يؤكد مراقبون أن البرهان يلجأ إلى نهج استعدائي خارجياً والاعتماد على السلطة كسبيل لإطالة أمد الحرب وتفادي المساءلة عن الجرائم المرتكبة، وهو أسلوب يرى بعضهم أنه يصبّ في مصالح التنظيم ويفاقم الأضرار بالبلاد.
وتشهد الفترة الأخيرة على تصريحات متضاربة من البرهان وبعض قيادات الجيش بهدف إرباك المشهد وتبرير استمرار الحرب بزعم الحفاظ على السيادة، ما يعوق جهود الوساطة ويعمّق المعاناة الإنسانية.
ويقول عثمان فضل الله، رئيس تحرير مجلة افق جديد، إن فقدان الغطاء الشعبي والسياسي دفع القيادة العسكرية إلى الاعتماد على نهج استعداء الخارج، وهو مسار يعزز العزلة الدولية للسودان ويقلل من فرص الدعم والمساعدة.







