رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | ملفات إبستين المثيرة: ما كشفت عنه وما حجبت؟

شارك

أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن نشر آلاف الوثائق المنقحة من تحقيقاتها في قضية الممول الراحل والمدان بجرائم الاعتداء الجنسي جيفري إبستين، استجابة مباشرة لضغوط الكونغرس وبعد إقرار تشريع يلزم الحكومة بالكشف عن السجلات المرتبطة بالقضية.

ووصفت الوزارة الدفعة الجديدة بأنها جزئية، وأشارت إلى أنها أثارت جدلاً واسعاً بسبب محتواها وما غُيب عنها من معلومات.

أظهرت مراجعة أولية أن الوثائق المنشورة لم ترد فيها إشارات تذكر إلى الرئيس دونالد ترامب، بينما ظهر اسم وصور الرئيس الأسبق بيل كلينتون بشكل مكثف.

ورأى مراقبون أن وجود كلينتون بشكل بارز يلفت الانتباه، خاصة أن إصدارات سابقة من ملفات إبستين تضمنت مواد تخص ترامب.

يأتي الإفراج عن هذه الوثائق بعد شهور من جدل سياسي، حيث اتهم بعض أنصار ترامب الإدارة بالتباطؤ في الإفراج عن السجلات المرتبطة بالقضية.

وقالت وزارة العدل إنها تلتزم بقانون أقره الكونغرس بأغلبية واسعة في نوفمبر يقضي بالكشف عن جميع ملفات إبستين، رغم محاولات سابقة لإبقائها سرية بدعوى حماية التحقيقات وخصوصية الضحايا.

وحدَّد الكونغرس مهلة نهائية حتى 19 ديسمبر للإفراج عن الوثائق المتواجدة لدى الوزارة، وفق ما أعلن عنه مشرعون في مجلس النواب.

وتتضمن الوثائق المنشورة أدلة من تحقيقات فدرالية وولائية، إضافة إلى صور للرئيس الأسبق بيل كلينتون.

ولم توجه أي اتهامات إلى ترامب، الذي نفى في تصريحات سابقة علمه بجرائم إبستين.

وفي هذا السياق، قال نائب مدير مكتب كلينتون إن تركيز البيت الأبيض على الرئيس الأسبق يهدف إلى حماية نفسه من التدقيق، ووصف ما يجري بأنه محاولة سياسية لتحويل الأنظار.

وكان ترامب قد أمر الشهر الماضي وزارة العدل بالتحقيق في علاقات كلينتون بإبستين، وهو خطوة رأى فيها منتقدون محاولة لصرف الانتباه عن علاقة ترامب بإبستين.

وذكر كلينتون في تصريحات سابقة أسفه لمخالطة إبستين، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بأي نشاط إجرامي.

حذرت وزارة العدل من احتمال الكشف غير المقصود عن بيانات حساسة للضحايا أثناء المراجعة، لكنها أكدت أنها بذلت كل الجهود المعقولة لحجب المعلومات الشخصية للضحايا.

وقال نائب المدعي العام تود بلانش إن الوزارة ستفرج عن مئات الآلاف من الوثائق، لكنها لن تنشر جميع الملفات، مع توقع دفعات إضافية في الأسابيع المقبلة لحماية خصوصية الضحايا.

وحث ترامب في البداية الجمهوريين في الكونغرس على معارضة القانون الجديد، محذرًا من أن نشر سجلات التحقيق قد يشكل سابقة خطيرة، في حين اتهمه كثير من أنصاره لاحقًا بالتستر على علاقات إبستين.

وكشفت وثائق سابقة أن إبستين واصل التواصل بعد إدانته عام 2008 مع شخصيات بارزة من بينها ستيف بانون المستشار السابق لترامب، ولاري سامرز وزير الخزانة الأسبق، وبيتر تيل مؤسس باي بال، إضافة إلى الأمير البريطاني السابق أندرو الذي جُرد من ألقابه بسبب صلاته بإبستين.

وذكرت وكالة أسوشييتد برس أن الوزارة أكدت أن الوثائق التي أفرج عنها يوم الجمعة غير مكتملة، وتتوقع دفعات إضافية قبل نهاية العام.

وتحتوي الوثائق المنشورة على صفحات ومقاطع صوتية منقحة، وتضم أسماء ناجيات من إبستين، منها وثيقة محجوبة تحمل عنوان “قائمة المدلِّكات”. كما طُلب من الجمهور المساعدة في تحديد ما يجب حجبُه من المعلومات.

وأشارت الوكالة إلى أن الوزارة مخولة بحجب بعض الملفات لحماية التحقيقات الجارية، بما في ذلك تحقيقات تتعلق بعلاقات كل من كلينتون ورئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز بإبستين، فضلاً عن إمكانية الحجب لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وكان الديمقراطيون والجمهوريون في مجلس النواب قد أفرجوا عن دفعات من الوثائق المرتبطة بإبستين، قدمت في الأصل من تركته وشملت صورًا ومقاطع سلمت إلى الكونغرس بعد استدعائها في أغسطس.

كما أشارت تقارير إلى أن عدة قضاة قضوا بإمكانية نشر سجلات من ملاحقة إبستين عام 2019، بما في ذلك محاضر هيئة المحلفين الكبرى ومواد التحقيق التي كشفتها فرق الدفاع خلال مرحلة الاطلاع على الأدلة.

وتتضمن إصدارات التركة، وفق ما رواه المصدر، إشارات إلى رواية لوليتا، و95 ألف صورة، وأكثر من 20 ألف صفحة وثائق، ورسائل إلكترونية تشير إلى ترامب، وجداول يومية تشير إلى ماسك وتيل وبانون مع اقتراح سفر إلى “جزيرة” عام 2014، إضافة إلى وصية إبستين الأخيرة وكتاب عيد ميلاد 2003 واتفاق عدم ملاحقة قضائية لعام 2007.

وفي سبتمبر، نشرت لجنة الرقابة في مجلس النواب رسائل من وزيري العدل السابقين وإريك هولدر وميريك غارلاند، ومن المدير السابق لـ”إف بي آي” جيمس كومي، تفيد بأنهم لا يملكون معلومات تتعلق بتحقيق الكونغرس.

كما شهد عدد من المسؤولين في جلسات أخرى بأنهم لا يملكون معلومات إضافية حول التحقيق، وسط توتر في جلسة كشفت نصوصها لاحقاً.

ومنذ تولي ترامب الرئاسة، سعت الوزارة إلى نشر وثائق إضافية، منها أكثر من 100 صفحة في فبراير تضمنت سجلات رحلات ودفتر جهة اتصال منقح، وتسجيل فيديو في يوليو يظهر عدم دخول أي شخص إلى زنزانة إبستين ليلة وفاته، ومذكرة تؤكد عدم وجود دليل ابتزاز أو قائمة زبائن، وتسجيلات صوتية لماكسويل قالت فيها إنها لم ترَ ترامب في وضع غير لائق.

مقالات ذات صلة