رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | الشمال السوري على صفيح ساخن.. حوار متعثر أم تصعيد وشيك؟

شارك

تشهد الشمال السوري تصاعداً في التوترات وتباينات القراءة حول مستقبل العلاقة بين الحكومة السورية الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية، في ظل حضور تركي يثير أسئلة حول حدود التدخل وخيارات المرحلة المقبلة.

أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن عدم تفاؤله بإمكان دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري قبل نهاية العام، وهو تصريح شكل شرارة جديدة في الملف.

ولا تُقرأ هذه التطورات بمعزل عن التوترات الميدانية والتحركات السياسية والأمنية المرتبطة بها، ما فتح باباً لتفسيرات متعددة حول نوايا أنقرة وخياراتها المقبلة.

تصريحات تركية وإشارات التصعيد

يؤكد نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات، أن المؤتمر الصحفي المشترك بين وزيري خارجية سوريا وتركيا مثل مؤشراً مبكراً لمسار تصعيدي، حيث وُجهت أسئلة الإعلام وإيحاءات تربط تعثر الاتفاقات بقوى سوريا الديمقراطية متجاهلة الدور التركي المستمر.

ويلفت إلى أن فيدان بدا أكثر تركيزاً على المفاوضات الكردية من نظرائه السوريين، في مشهد يعكس رغبة تركية في تعطيل أي مسار تفاوضي قد يفضي إلى تهدئة.

دور تركي مباشر وعراقيل محتملة

يؤكد خليل أن أنقرة، عبر فيدان ووزير الدفاع، تسعى لخلق عراقيل أمام تنفيذ الاتفاقات وصولاً إلى تفجيرها ميدانياً.

وتشير الرؤية إلى أن تزامن الزيارات الأمنية والعسكرية التركية إلى دمشق قبيل لقاءات مرتقبة مع قسد لا يمكن فصله عن التصعيد الذي تعيشه المناطق المحسوبة على الشيخ مقصود، إضافة إلى خطاب سياسي وإعلامي يشیع قراءات متعارضة.

الجيش الوطني وتداعياته

يرى خليل أن ما يُسمى “الجيش الوطني السوري” يعمل خارج سيطرة وزارة الدفاع السورية رغم الادعاءات الرسمية بدمجه، وهو ما يفسر حصار الشيخ مقصود وقصفه وتبرير التصعيد على أساس غير دقيق.

السردية التصعيدية والرد الكردي

ترفض الرواية القائلة بأن قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى التصعيد، وتذكر بحجمها العسكري الكبير الذي يضم نحو 70 ألف مقاتل و30 ألفاً من قوى الأمن الداخلي، وتؤكد أن أي خيار عسكري لن يستهدف الأحياء المدنية المحاصَرة من دون سلاح ثقيل.

اتفاقات معلّقة وبنود منسيّة

يتحدث البعض عن وجود اتفاقات معلّقة وبنود لم تُنفذ، وخاصة ما يتعلق بالكفاءة والحقوق الدستورية للكرد، ما أدى إلى إعادة إنتاج مركزية مفرطة وتجاهل التعدد القومي والديني في البلاد.

العامل الدولي والرسائل الأمريكية

يُشير البعض إلى أن تركيا لم تحصل على ضوء أخضر أمريكي لأي عمليات، وأن التحالف الدولي لا يزال يعتبر قوات سوريا الديمقراطية شريكاً أساسياً، مع وجود رسائل أمريكية متوازنة تشجع الحوار وتجنب التصعيد العسكري.

دعوة إلى خطاب وطني جامع

يؤكد محور النقاش أن قوات سوريا الديمقراطية ما زالت متمسكة بالحوار وتنفيذ الاتفاقات، محذرة من خطاب التحريض والكراهية الذي قد يعمّق الخلافات.

وتحمّل الحكومة السورية بوصفها سلطة انتقالية مسؤولية اعتماد خطاب وطني جامع، وتدعو تركيا إلى الانخراط في مسار يدعم الاستقرار السوري ولا يفجّر ساحاته.

بناء المصالح في الشمال والشمال الشرقي

يرى مؤيد قبلاوي أن استمرار الاتهامات والمواجهات لن يفضي إلى حل وطني، وأن التصريحات الدولية تدفع إلى الحوار لا التصعيد العسكري، مع الإشارة إلى أن الجيش السوري لم يستخدم القوة في أحياء مدنية، بما يعكس نهج الدولة في إدارة النزاعات داخلياً.

يوضح أن قسد تسعى للحفاظ على بنية لادارية وسياسية تـلامس اللامركزية، وتعارض تسليماً كاملاً للسلطة للحكومة السورية، في حين تسعى الدولة إلى تسليم تدريجي للمناطق والموارد مع إبقاء سيادتها على البلد، بما يحافظ على مصالح المواطنين ويجنب التصعيد.

الخلافة الإدارية والسياسية وأفق الحل

يؤكد الخلاف الأساسي بين الحكومة السورية وقسد على البنية الإدارية والسياسية، فـقسد ترى أن تسليم الموارد والسلطات يجب أن يتم بحذر وتحت إشراف إداري يخدم السكان، بينما تريد الحكومة السورية إدارة موحدة للموارد والحد من العسكرة.

يؤكد القبلاوي أن القيادة السورية تمتلك أدوات دبلوماسية وضغوطاً دولية كافية لتجنب مواجهة عسكرية واسعة، وأن الحل السياسي ممكن إذا عادت قسد إلى العقلانية ووافقت على الانخراط تحت إدارة الحكومة السورية مع مشاركة الإدارات المحلية لتقديم الخدمات الأساسية.

مقالات ذات صلة