رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

عاجل | المواجهة مع إيران.. إسرائيل تحذر من خطر “الرسائل الملتبسة”

شارك

تصعيد إيراني محتمل وخشية إسرائيلية

تشير تقارير إلى أن موجة الإحاطات والتسريبات حول إيران تتصاعد، وتتحدث عن جولة جديدة من العمليات ضدها، وتُتوقع أن تتكثف مع اقتراب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن لاحقاً هذا الشهر. وتُنسَب هذه الإحاطات غالباً إلى “مسؤول دبلوماسي رفيع” أو “مصادر استخباراتية غربية”، وتُظهر أنها لا تكتفي بإلهاء الرأي العام عن قضايا داخلية مثل لجنة التحقيق في هجمات السابع من أكتوبر وتأخر تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بل تحمل مخاطر إشعال تصعيد فعلي مع إيران.

ويحذّر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي من أن التعامل غير الدقيق مع الملف الإيراني قد يكون الشرارة الأخطر لتجدد القتال، أكثر من وجود نية حقيقية لدى إسرائيل أو إيران لبدء حرب. وأشاروا إلى أن تقديرات التهديد لدى طهران باتت تعتمد بدرجة كبيرة على ما يُنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في ظل تراجع قدرة الاستخبارات الإيرانية على العمل داخل إسرائيل، حيث أُحبطت عشرات محاولات التجسس منذ اندلاع الحرب.

وحذّر مسؤول أمني رفيع من أن “إعطاء انطباع بأن رياح الحرب تهب مجددًا” قد يدفع إيران إلى التفكير بضربة استباقية، معتبرًا أن الصمت أحياناً يكون أقل خطورة من الإغراق الإعلامي بتسريبات غير دقيقة. لافتًا إلى أن بعض التحركات التي رصدتها استخبارات غربية داخل إيران قد تكون رد فعل على شائعات متداولة عبر قنوات إسرائيلية.

وفي ظل غياب آلية دولية فاعلة أو ترتيبات دبلوماسية لكبح طهران، بدأت إيران وفق التقديرات بإعادة بناء قدراتها الصاروخية فور انتهاء المواجهة الأخيرة، مع استمرار تدفق التمويل والخبرات إلى حلفائها في المنطقة، من اليمن إلى لبنان.

ويرى مسؤولون عسكريون أن استمرار هذا المسار قد يقود في نهاية المطاف إلى جولة قتال جديدة، رغم اعتبارهم أن إيران لم تتجاوز بعد الحد الأحمر الذي يستدعي تحركاً فورياً. وتقدر الأجهزة الأمنية أن طهران لا تمتلك في الوقت الراهن مصلحة استراتيجية في الرد على إسرائيل، إذ تركز على تعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية واستخلاص الدروس من المواجهة، إضافة إلى دعم حلفائها وفي مقدمتهم حزب الله والحوثيون.

غير أن هذه التقديرات لا تلغي خطر سوء الفهم، الذي قد يدفع إيران إلى هجوم استباقي، ما قد يفتح الباب أمام دعم أميركي متجدد لإسرائيل في حال تعرّضها لهجوم واسع. وفي هذا السياق شدد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي على ضرورة استخلاص العبر من المواجهة السابقة مع إيران، مشيرين إلى استهلاك قدرات وتقنيات كانت محفوظة لمثل هذا السيناريو، مع احتدام الملفات المفتوحة من غزة إلى الحدود الشمالية وإيران، حيث يتوقع أن تهيمن هذه القضايا على المحادثات بين نتنياهو وترامب، وربما يجد رئيس الوزراء نفسه مضطراً لتقديم تنازلات في ساحة مقابل الحصول على دعم أميركي لتحركات أشد في ساحة أخرى.

مقالات ذات صلة