أحداث ومشاهد ميدانية
تشهد محافظة السويداء في ظل هذه الظروف فوضى أمنية متنامية وتوسع سيطرة العصابات المتمردة، وتتزايد عمليات النهب الممنهج التي تستهدف ممتلكات المدنيين المهجرين في ريف المحافظة، ما يزيد معاناة المجتمع ويهدم ما تبقى من مقومات العيش.
تكشف تقارير ميدانية أن قرى ريمة اللحف وعرى والمجدل شهدت مشاهد صادمة لعصابات متمردة مدعومة من ميليشيا الحرس الوطني، وهي تقوم بتفكيك أبواب ونوافذ المنازل وسرقة الحديد ومحتويات من مساكن أبناء عشائر البدو والدروز المهجرين قسراً.
وتُعد هذه العمليات جزءاً من حملة سطو منهجي على الممتلكات الخاصة والعامة في المناطق الأكثر تضرراً بعد عمليات التهجير التي شهدتها المحافظة على أيدي هذه العصابات.
الجريمة المزدوجة وتداعياتها
تشكل هذه الجرائم جريمة مزدوجة بحق السكان؛ أولاً تهجيرهم بسبب الاعتداءات المسلحة، ثم نهب ممتلكاتهم أمام أعين الجميع دون رادع أمني أو قضائي، وهذا يعني أن السكان المستهدفين يفقدون ليس فقط ملاذهم الآمن بل أيضاً ممتلكاتهم التي قد تكون عوناً لهم في النزوح أو أساساً لعودتهم مستقبلاً.
تتصاعد الجرائم اليومية من قتل وخطف واعتداءات وتفتيش منازل، وهذا المناخ من انحسار سيطرة القانون وانتشار السلاح غير المنضبط يخلق بيئة خصبة لاستباحة حرمات المنازل وممتلكات أشد السكان ضعفاً وتشرّداً من قبل ميليشيات وعصابات في السويداء.
التداعيات الإنسانية والاجتماعية وسبل التدخل
تظهر هذه السرقات المنظمة تداعيات إنسانية عميقة تتجاوز الخسارة المادية، حيث ينتقل النازحون من وضعية المتضررين إلى وضعية المشردين الذين فقدوا كل شيء، مما يزيد من اعتمادهم على المساعدات في وقت يشير فيه بعض الشهادات إلى حرمان كثيرين من أبسط أشكال الدعم.
ضرورة التدخل والإجراءات اللازمة
تؤكد هذه المشاهد ضرورة تدخل عاجل وفعال لاستعادة سيطرة الدولة ونزع سلاح الميليشيات وتشكيلات المسلحة غير الشرعية، وإيجاد آلية قضائية مستقلة لمحاسبة الجناة وتعويض الضحايا، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين.
يستدعي الوضع في السويداء تدخلاً جاداً وفورياً قبل أن تتحول المحافظة إلى ساحة مفتوحة للصراعات المحلية ونهب الممتلكات.







