نفذت الجمعية الكيميائية السورية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل احتفالاً يوم الثلاثاء 23 كانون الأول بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيسها، حيث كُرمت خلاله أكاديميون وخبراء وصناعيون كيميائيون، إضافة إلى الفائزين بالأولمبياد العلمي السوري، وذلك في فندق داما روز بدمشق.
أكدت بهجت الحجار معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أن الصناعة الكيميائية في تاريخ سوريا لها مكانة بارزة ودورها في الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن الصناعات مثل الزجاج والمواد الكيميائية منتشرة في الدول العربية وتملك القدرة على تعزيز الاقتصاد السوري بحسب وكالة سانا. ولفتت إلى أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة في سوريا، ودعت إلى دعم الفئات الأكثر ضعفاً بما في ذلك ذوي الإعاقة من قبل المجتمع الصناعي والتجاري.
أشار وزير المالية محمد يسر برنية إلى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة تقوم على شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع بما يضمن استفادة جميع أفراد المجتمع وكافة المناطق والقطاعات من نتائج النمو. كما لفت إلى أهمية الدور المتجدد للمجتمع المدني من نقابات وجمعيات واتحادات في دعم التجارة والصناعة والمبادرة المجتمعية. وأوضح أن الجمعيات المهنية ومن بينها الجمعية الكيميائية السورية تتحمل مسؤولية محورية في تطوير المهن والمناهج وتشجيع الابتكار ودعم التدريب وتحويل الأبحاث والمنتجات إلى فرص عمل حقيقية. كما اعتبر أن الجمعية رغم تاريخها الممتد لثمانين عاماً تشهد اليوم ولادة جديدة من خلال تكريم الرواد وإطلاق الجوائز الداعمة للجودة وتحسين الصناعة الوطنية.
أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية المكانة الكبيرة التي تحظى بها النقابات المهنية وأصحاب المهن الحرة لكونهم أصحاب معرفة ومسؤولية أخلاقية لا تقتصر على المصلحة الفردية بل تمتد لخدمة المجتمع والمساهمة في صنع الحضارة، مبيناً أن التقدم لا يصنعه الهندسة وحدها بل تشارك فيه مختلف العلوم وفي مقدمتها الكيمياء التي تقف خلف تطور المواد والصناعات. وأشار إلى أن المرحلة الراهنة تشكل فرصة حقيقية للانطلاق من جديد مستندين إلى الحرية السياسية والاقتصادية لبناء اقتصاد وطني قوي مؤكداً في الوقت ذاته أن الاستقرار النقدي الذي يعمل عليه المصرف المركزي يجب أن يقود إلى نمو اقتصادي حقيقي ومُستدام في الاقتصاد الفعلي لا في القطاع المالي فقط بما يسهم في خلق فرص العمل وتحقيق التوازن والاستقرار.
من جهته، قال رئيس الجمعية الكيميائية السورية محمد الشاعر إن الاحتفال بمرور ثمانين عاماً على تأسيس الجمعية يمثل محطة مهمة في مسيرتها، إذ انطلقت مع إرهاصات الاستقلال واليوم تدخل مرحلة فجر جديد ونمو وولادة متجددة. وبين الشاعر أن الجمعية تعمل على مواكبة النهضة الشاملة في البلاد والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز دورها كجسر يربط بين الجامعة والصناعة لبناء منظومة علمية مهنية استراتيجية خلال المرحلة المقبلة.
تعتبر الجمعية الكيميائية السورية من أولى المؤسسات في سوريا، إذ تأسست في دمشق عام 1945 وأشهرت برقم 440 عام 1960، ولها فروع في المحافظات، وتهدف إلى الارتقاء بالعلوم الكيميائية في سوريا والعاملين في المجال وخدمة مصالح الكيميائيين السوريين وتمثيلهم والدفاع عنهم والعمل على تطوير قدراتهم واستثمار العلوم الكيميائية في تطوير المجتمع والمساهمة الحقيقية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
