تفاصيل الحادث وتداعياته
وقع انفجار خلال صلاة الجمعة عند الأذان الأول وتحديداً قبل إقامة الصلاة، في الجهة الغربية الشمالية من المصلى بمسجد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة حمص، ما أدى إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح متفاوتة.
أوضح الباحث الأمني عمار الواوي أن مدينة حمص تحمل مكانة خاصة داخلياً وشعبياً ووطنياً، وتضم طيفاً واسعاً من أبناء الطوائف الإسلامية والمسيحية وغيرها، ما يجعلها هدفاً حساساً وتحت مجهر المراقبة.
وأشار الواوي إلى أن أي توتر طائفي في حمص قد ينعكس على مناطق أخرى، مذكّراً بحوادث استهداف وكتابات طائفية سابقة، مبيناً أن استهداف المسجد اليوم يأتي في سياق خطير يستلزم أقصى درجات الحذر.
وشدّد على وجود مخاوف من محاولات لاحقة لاستهداف دور عبادة أو تجمعات أخرى بقصد جر البلاد إلى فتنة داخلية، مؤكداً أن المدينة بموقعها وحساسيتها تبقى دائماً تحت الرصد الداخلي والخارجي.
وأكّد أن خلف التفجير فاعلون خارجيون يستخدمون أدوات متعددة، محمّلاً المسؤولية لتنظيمات إرهابية مثل داعش ولجهات خارج القانون وشبكات تسعى لزعزعة الأمن.
وأوضح أن الهدف من هذه العمليات ضرب الاستقرار وتحريك خطاب الكراهية خدمة لأجندات معادية لسوريا.
وأكد أن المطلوب اليوم إحباط أي محاولة لإشعال فتنة طائفية والحفاظ على وحدة المجتمع، وتوخي الحذر من الأطراف التي تسعى إلى نشر الفوضى وتقويض الأمن، لأن المستفيدين من هذه الجرائم هم من يعادي الدولة السورية واستقرارها.
وأضاف أن هذه العملية تحمل رسائل متعددة تبرز وجود فوضى وتروّج لفكرة أن سوريا غير آمنة، لذا يجب التصدي لهذه المخططات وإفشال محاولات إثارة الخوف والانقسام بين المواطنين.
واختتم الواوي تصريحه بالثقة بوزارة الداخلية والأمن العام لملاحقة العصابات التي ارتكبت هذا العمل الإجرامي، مؤكداً أن الجهود مستمرة حتى اعتقال المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.
قدّم العميد أحر التعازي لأهالي الشهداء ولجميع شهداء الثورة، داعياً المجتمع إلى التضامن والوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب والفوضى.
من جهته، ذكر المحلل العسكري أسعد الزعبي أن التفجير في حمص لا يمكن تحديد طرفه في المرحلة الأولى، لكن هناك عدداً من الجهات التي لها مصلحة في زعزعة الاستقرار داخل سوريا، أبرزها داعش وجماعات مسلحة أخرى.
وأوضح أن نمط التفجير يفتح احتمالات متعددة، مع وجود سوابق في تفجيرات مساجد لدى بعض الأطراف ولدى داعش في مناطق مختلفة من العالم، منها أفغانستان.
وبيّن أن السؤال الأهم يتعلق بالطرف المستفيد، مؤكداً أن أكثر المستفيدين هم من يسعى إلى تضخيم صورة الفوضى وإظهار أن نشاط داعش لا يزال حاضراً، إضافة إلى جهات أخرى تستثمر التوتر الأمني لصالحها.
وأشار إلى أن اختيار مدينة حمص ليس أمرًا عابرًا، فهي مدينة ذات حساسية خاصة وتشكل بوابة جغرافية نحو لبنان، وترتبط بها اعتبارات اجتماعية وطائفية متعددة، ما يجعلها هدفاً مغرياً لمن يسعون لضرب الاستقرار وإشعال التوتر.
وختم المحلل العسكري بضرورة التعامل مع الحدث بدقة وحذر، وانتظار نتائج التحقيقات، مع رفع مستوى الجاهزية لمنع تكرار مثل هذه العمليات وحماية السلم الأهلي من محاولات استثمار التوتر.
روى شهود عيان أن الانفجار وقع أثناء صلاة الجمعة بعد الأذان الأول وقبل إقامة الصلاة، في الجهة الغربية الشمالية من المصلى، مع صوت عالٍ وتدافع الحضور، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة آخرين وتدخّل فرق الأمن العام والإسعاف.
وأعلنت وزارة الصحة أن الحصيلة بلغت 8 شهداء و18 جريحاً بجروح متفاوتة، بينما لم تُحدد هوية المنفذ حتى الآن، بينما أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا إلى أن عبوة ناسفة انفجرت عند الأذان الأول، وأن كثيرين لا يعجبهم حالة الوحدة في سوريا، مؤكداً وجود مهمات وقائية لحماية المدنيين والمناطق المدنية وأن معركة السوريين ضد الإرهاب مستمرة.
إدانات عربية وإقليمية
دانت الرئاسات الفلسطينية واللبنانية ووزارات خارجية العراق وقطر والسعودية وتركيا الاعتداء وشددت على رفضها للعنف والإرهاب.
ودانت أيضاً المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين الهجوم ونددت بمحاولات تصوير الوضع في سوريا بصورة غير آمنة، داعية إلى حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار.
ودان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي الحادث ووصفه بأنه عمل إرهابي يجعل الأمن الإقليمي في خطر.







