رئيس التحرير: سراب حسان غانم
مدير التحرير: رماح اسماعيل

معاون وزير الإعلام: الخطاب الطائفي وورقة “الفلول” يفقدان قدرتهما على التعبئة الشعبية

شارك

أكد معاون وزير الإعلام عبد الله الموسى أن حجم الاحتجاجات في الساحل السوري تراجع بشكل ملموس مقارنة بالتظاهرات السابقة باستثناء طرطوس، رغم الزخم الإعلامي والتحشيد الكبيرين.

ولاحظ انخفاض زخم الشعارات الكبرى مثل “الفيدرالية” في إطار قراءة المشهد، وهو ما يعكس نجاحاً نسبياً للمقاربة السياسة للدولة في احتواء المشهد وضبطه، ما دفع الفلول إلى التصعيد عبر أقنعة مدنية مستغلين التفجير الإرهابي في حمص.

الخطاب الطائفي يفقد قدرته

وأوضح الموسى أن وجود أنصار لفلول النظام البائد وبعض رجال الدين المحرضين أمر متوقع، نتيجة تراكم عقود من التطييف والطائفية كأدوات حكم وضبط اجتماعي، مشيراً إلى أن هذه البنى لا تزول آلياً بزوال السلطة بل تبقى إرثاً ثقيلاً في الوعي الجمعي.

ولفت إلى تراجع قدرة الخطاب الطائفي وورقة الفلول على التعبئة الشعبية، وهو ما يتجلى في الانحسار العددي الواضح لمناصريهم في الشارع.

الأخطر: الانتقال إلى استخدام السلاح

حذر الموسى من أن الأخطر في المشهد هو الانتقال إلى استخدام السلاح في مواجهة قوى الأمن، معتبراً أن هذا السلوك يعكس فقدان الثقة بالنفس وبجدوى الحراك أكثر مما يعكس فائض قوة.

وأشار إلى أن اللجوء إلى العنف جاء بعد فشل التظاهرات السابقة في تحقيق النتائج المرجوة، وانكشاف محدودية تأثيرها، بل وانقلاب المشهد عكس ما أراده المنظمون، ما يهدد بمزيد من التوتر والعنف.

مسؤولية تاريخية على عاتق وجهاء الساحل

بناءً على ذلك، أكد الموسى أن مسؤولية تاريخية تترتب على عاتق العقلاء والوجهاء في الساحل السوري، وتتمثل في إعلان موقف واضح يرفض استخدام طائفة كاملة كدرع سياسي، وقطع أي ارتباط بخطاب فلول النظام البائد، والإسهام في خفض منسوب التوتر ومنع الانزلاق إلى سيناريو دموي.

وشدد على أن تعطيل منطق الاستفزاز اليوم عبر مواقف شجاعة وعقلانية هو استثمار في استقرار المجتمع وحمايته من مسار خطير.

السياق الأمني الأوسع وربط التحركات بنشاط داعش

وحول التوقيت، رأى الموسى أنه لا يمكن فصل هذه التحركات عن السياق الأمني الأوسع، إذ تزامنت مع نشاط متزايد لتنظيم داعش عقب إفراج قوات قسد عن بعض قياداته الأمنية.

وأكد أن هذا التزامن ليس عابراً، بل يأتي ضمن محاولة خلق حالة توتر أمني عام تستثمر لفتح باب تحريك بقايا الفلول في الساحل السوري.

جوهر المشهد: توظيف الشارع كأداة صراع

وبناءً على ذلك، دعا معاون وزير الإعلام إلى عدم قراءة هذه التحركات من زاوية الشعارات أو المطالب المعلنة فقط، بل فهمها في إطار بعدها الأمني–السياسي المرتبط بمحاولات افتعال أعمال شغب وعنف يتم تغليفها باحتجاجات مصطنعة.

وخلص إلى أن جوهر المشهد يتمثل في تجاوز البعد المطلبي–الاجتماعي إلى توظيف الشارع كأداة في صراع أمني–سياسي أوسع، تحاول من خلاله أطراف معيّنة إعادة إنتاج نفوذ فلول النظام وإرباك الدولة عبر التصعيد والعنف المنظم.

مقالات ذات صلة