نشر باحثون دوليّون مؤخّراً، بحثاً واسعاً هو الأكبر من نوعه حول فيروسات كورونا في حيوان الخفّاش الذي يرجّحُ أن يكون سبباً في انتقال فيروس كورونا إلى البشر.
وبحسب مجلّة “ساينس ماغ” المختصّة في العلوم، فإنّ الباحثين كانوا قد فقدوا تمويلهم، مؤخّراً، بسبب قرار من الحكومة الأميركيّة.
وقام العلماء بدراسة متواليات جينيّة جزئيّة في 781 من فيروسات كورونا الموجودة في الخفافيش بالصين، وهو أمر لم يجر القيام به من قبل.
لكن الدّراسة المنشورة في مجلة “bioRvix” لم تحدّد أصل فيروس كورونا المستجد واسمه العلمي الدّقيق هو “سارس كوف 2″، الذي يسبب مرض “كوفيد 19”.
وأشارت الدّراسة إلى أنّ الحيوان المعروف بخفّاش حدوة الحصان، يساعد بشكل كبير على تطوّر فيروسات كورونا، كما أنّه خزّان أساسي لفيروس “سارس”، الذي يؤدّي إلى اضطّرابات تنفّسيّة.
وفي الشهر الماضي، فوجئت هيئة “إيكو هيلث أليانس”؛ وهي منظّمة علميّة غير ربحيّة، بقطع تمويلها من قبل المعاهد الأمريكيّة للصحّة، بينما كان باحثون أمريكيّون يستعدّون لإجراء دراساتهم إلى جانب نظرائهم الصينيّين.
وقال الباحث الصّيني في معهد ووهان لعلم الفيروسات، شي زهينغ لي، أنّه لا صحّة لما قيل عن نشوء فيروس كورونا المستجد في المختبر.
وبين عامي 2010 و2015، قام الباحث شي رفقة زملاء آخرين، بصيد مئات الخفافيش في عدد من الأقاليم الصينيّة، من خلال وضع مصايد في أسفل الأماكن التي يعيش بها الحيوان، وحصل الباحثون على ما يعرف بالحمض النووي “الريبوزي” من الخفافيش، ثمّ لجؤوا إلى المختبر لأجل تكبير جزء صغير من الجينوم المشترك بين كافّة فيروسات كورونا في الخفافيش.
ورغم تشابه الجينوم في الفيروسات المنتمية إلى عائلة كورونا، إلّا أنّها تختلف عن بعضها البعض في أمور أخرى، بحسب الباحثين.
وبفضل هذه الدراسة، استطاع الباحثون أن يقسّموا الخفافيش إلى ثلاث عائلات، وتوصّلوا إلى أنّ فيروسات كورونا الموجودة في خفّاش حدوة الحصان متشابهة بنسبة 96.2 بالمئة من حيث المتواليات الجينيّة مع فيروس كورونا المستجد.
وبناءً عليه، فإنّ الفيروسات المكتشفة في خفّاش حدوة الحصان هي الأقرب إلى فيروس كورونا المستجد حتّى الآن، بينما يقول الباحثون إنّ الفيروس قد يحتاج إلى عقود حتّى يتطوّر ويتحوّل إلى مرض يصيب البشر.
وترجّح النظريّة الأكثر احتمالاً، في الوقت الحالي، أن يكون فيروس “سارس كوف 2” قد قفز من الخفّاش صوب حيوانات أخرى، ثمّ شهد تحوّلاً وأخذ يصيب البشر.