تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري روديونوف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول التحدّي الذي تواجهه أثينا في سلوك أنقرة العدواني ضدّها، ومع من يُنتظر أن تقف روسيا؟
وجاء في المقال: “اليونان مستعدّة لأي إجراء لحماية حقوقها السياديّة، بما في ذلك المواجهة العسكريّة مع تركيا”، صرّح بذلك وزير الدّفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس.
وفي الصّدد، ذكّر رئيس مجلس الخبراء بصندوق التنمية الاستراتيجيّة، إيغور شاتروف، بالجّذور التاريخيّة البعيدة للعداء اليوناني التّركي.
وقال في الإجابة عن سؤال: “هناك اعتقاد بأنّ الناتو لن يسمح أبداً بصدام عسكري بين اليونان وتركيا، هل الأمر كذلك؟”
على الأرجح لن يسمح بذلك، إنّما الناتو دمية أمريكيّة، وإذا كان الصراع بين اليونان وتركيا يخدم المصالح الأمريكيّة، فسيحدث، على الرّغم من عضويّة هاتين الدّولتين في الناتو، ويبقى السّؤال من ستدعم الولايات المتّحدة في مثل هذا الصراع؟
ومن يجب أن تدعم روسيا في هذا الصراع؟..
قد يبدو أنّ تركيا أقرب إلينا في هذه الفترة التاريخيّة، إلّا أنّ الأمر ليس كذلك، وأمّا إذا تناولنا المسألة من وجهة نظر براغماتية بحتة، فإنّ العلاقات مع اليونان والعلاقات مع تركيا مهمّة بالقدر نفسه بالنّسبة لنا مع الأولى، بوصفها دولة أرثوذكسيّة، وعضواً في الاتّحاد الأوروبي، وعلى الرّغم من المشاكل، لدينا علاقات اقتصاديّة واسعة معها وما إلى ذلك، بوصفها دولة وصلت معها العلاقات في السنوات الأخيرة إلى مستوى سياسي واقتصادي عالٍ، وكشريك في حل القضيّة السورية، وبالتالي ففي مثل هذا الصراع المفترض، يمكن لروسيا أن تعمل كوسيط في المفاوضات، وأن تلعب دور صانع سلام، وليس طرفا في الصراع مع أي من الجهتين.