يعتقد علماء الطب الأمريكيّون، أنّ تحديد خثر الدّم التي تؤدّي إلى تكوّن الجلطات الدمويّة لدى مرضى “كوفيد-19″، يتم فقط باستخدام طريقة التّصوير.
وتفيد مجلّة JAMA Network Open، بأنّ الباحثين من كليّة بايلور الطبيّة في تكساس، اكتشفوا أنّ أكثر من نصف مرضى “كوفيد-19” الذين في وحدة العناية المركّزة، تتكوّن عندهم خثر دمويّة عديدة، لم تكتشف خلال المسح المعتاد، حيث تحدث هذه الخثر في الأوعية الدمويّة الكبيرة بصورة فجائيّة.
ويقول البروفيسور تود روزنغارت: “لم أشاهد أو أسمع شيئاً مشابهاً لهذا خلال 30 سنة من عملي كجرّاح، حتّى لدى أشد حالات المرضى”، وهذا ما دفعه وفريقه العلمي إلى دراسة أنواع الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتحديد جلطات الدّم هذه التي لم تكتشف بالطرق الأخرى.
وقد راقب الباحثون حالة 21 مريضاً في وحدة العناية المركّزة خلال الفترة من 15 مارس ولغاية 9 أبريل 2020، ولم يكشف الفحص التّقليدي أي خثر دمويّة غير عاديّة لديهم، ولكن عندما استخدم الباحثون اختبارات خاصّة من ضمنها تحليل فيبرينوجين Fibrinogen (البروتين الذي تتكوّن منه الجلطة) وديمر-دي (ناتج انحلال فيبرينوجين)، اكتشفوا أنّ تركيز هذا البروتين مرتفع عند المرضى بمقدار ثلاث مرّات، ما يشير إلى أنّ الجسم ينتجه بكميّات أعلى من المعتاد.
وبعد ذلك، أجرى الباحثون اختبار تصوير الجلطات TEG، الذي أظهر سرعة تجلّط الدّم ومتانة الجلطات واستقرارها، (هذا الاختبار يستخدم عادةً عند إجراء عمليّات جراحيّة على القلب المفتوح).
واكتشف الباحثون بنتيجة الاختبار، ارتفاع خطر تجلّط الدّم وصعوبة انقسامه عند جميع المرضى الذين حصل عندهم لاحقاً تجلط الدّم، وأنّ الجلطات اكتشفت لدى 13 من مجموع 21 مريضاً (62%) فقط باستخدام طريقة التّصوير.
واستناداً إلى هذه النّتائج، يعتقد الباحثون أن خثر الدّم التي لم تكتشف قد تكون السبب في العديد من الوفيّات غير المبرّرة، بين المصابين بـ “كوفيد-19″، لذلك ينصحون بإجراء اختبار TEG بسرعة لجميع المرضى في وحدة العناية المركّزة.