قالت دراسة أعدّها فريق بحثي من جامعتي كامبريدج وغرينتش البريطانيّتين، إنّ ارتداء “أقنعة الوجه” هو العامل الرّئيسي في إنهاء الإغلاق الاقتصادي على خلفيّة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وأكّدت الدّراسة التي نشرت في دوريّة الجمعيّة الملكيّة في بريطانيا، أنّ ارتداء القناع على نطاق واسع قد يحمي من موجات وباء فيروس كورونا التّالية.
وبحسب الدّراسة، فإنّ الأقنعة حتّى ذات الفعاليّة المحدودة منها، يمكنها أن تقلّل من معدّلات انتقال العدوى إذا ما تم ارتدائها من قبل عدد كاف من الأشخاص، بغض النظر عما إذا كانت تظهر عليهم أعراض المرض أم لا.
وبحسب الدّراسة، فإنّ التّأثير الأكبر يتحقّق عندما يرتدي 100% من السكان، أقنعة الوجه، حيث يمكن السّيطرة على الوباء ومنع انتشاره بدرجة كبيرة، بل والوقاية من الموجة الثّانية والثّالثة من المرض، وذلك بافتراض أنّ أقنعة الوجه فعالة بنسبة 50% فقط في إيقاف انتشار الفيروس.
واختبر الباحثون في الدّراسة نماذج مختلفة تتعلّق بارتداء قناع الوجه، حيث وجدوا أنّ ارتداء 25% من السكّان لقناع الوجه قادر على تسوية ذروة المرض الأوّلى، بينما إذا ارتدى 50% من السكّان أقنعة الوجه، فإنّه سيتم تسوية ذروة أو موجة المرض الثّانية والثّالثة.
وأكّد الباحثون أنّه كلّما أسرع الأشخاص في ارتداء أقنعة الوجه، انخفضت أعداد المصابين بفيروس كورونا.
وبحسب النماذج التي أعدّها باحثوا الجّامعتين البريطانيّتين، فإنّ ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامّة على نطاق واسع، يعجّل بالقضاء على الوباء من خلال خفض معدّلات انتشار وتكاثر الفيروس، مع الأخذ في الاعتبار الآثار السلبيّة لارتداء الأقنعة مثل لمس الوجه أو الشعور الزائف بالأمان.
وأوضحت الدّراسة أنّ أقنعة الوجه الرّخيصة والمصنوعة محليّاً، يمكن أن تساعد في منع خسائر كبيرة في الأرواح، كما يمكن أن تقلّل من الآثار الاقتصاديّة لانتشار الفيروس، حيث تمنع أنسجة الأقنعة، قطرات الرّذاذ التي ينتقل من خلالها فيروس كورونا.
وطالب الباحثون المشاركون في الدّراسة، الحكومات بحث المواطنين على ارتداء أقنعة الوجه للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
وكانت منظّمة الصحة العالميّة عدّلت من إرشاداتها ودعت في وقت سابق إلى ارتداء الأقنعة القماشية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، على الرّغم من تعليمات سابقة بعد ضرورة ذلك سوى للمصابين بالمرض.