تجاوزت الوفيّات بفيروس كورونا على مستوى العالم، خلال 6 أشهر 511 ألف وفاة، في حين بلغ عدد الإصابات، نحو 11 مليون إصابة، وهو ما جعل الجميع في حالة استنفار بحثاً عن لقاح للمرض الذي لا يزال غامضاً إلى حد ما بحسب علماء الأوبئة.
ورغم خطورة أعراض هذا الفيروس الذي يعطّل أعضاء حيويّة في الجسم، لا يزال كثيرون يشكّكون في جدية خطورته، وبينهم من يرون أنّه مجرّد “خدعة”، ويصرّون على القول إنّهم لن يأخذوا لقاحاً أبداً، بحسب تقرير نشرته مجلة “سينس”.
استطلاعات للرأي أظهرت أنّ قرابة 50 في المئة من الأميركيّين يرغبون بالحصول على لقاح كورونا المستجد، فيما يرفض نحو 25 في المئة تلقّي اللّقاح، وأنّ قرابة 40 في المئة من الأميركيّين ذوي البشرة السوداء سيرفضون اللّقاح، وفق تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس منتصف مايو.
وفي فرنسا أظهرت استطلاعات رأي أن نحو 26 في المئة لا يريدون الحصول على اللّقاح.
فما هي الأسباب التي تجعل البضع يرفضون أخذ جرعة اللقاح بعد أن يتم إيجاده؟
نيل جونسون، متخصّص في دارسة “الجماعات الرافضة لتناول اللّقاحات” في جامعة جورج واشنطن، قال إنّ 10 في المئة من الصفحات والحسابات على شبكة فيسبوك التي تتبع لنشطاء “ضد المطاعيم” أصبحت نشطة بشكل كبير في حملات مضادّة للقاح كورونا.
روبرت ريدفيلد مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، قال أمام لجنة مجلس الشيوخ قبل أيّام إنّه يتم وضع خطّة حاليّاً من أجل “تعزيز الثقة بلقاح كورونا” وسيتم إقرارها كجزء من الجهود على المستوى الوطني من أجل تحصين المجتمعات والأفراد من الفيروس القاتل.
هايدي لارسون، عالمة الأنثروبولوجيا ومديرة مشروع الثقة باللّقاحات في كليّة لندن للصحة والطب، ترى أنّه يجب استغلال كل دقيقة ما بين الآن والوقت الذي سيظهر فيه اللّقاح من أجل تعزيز الثقة لدى الأفراد بأنّ هذه المطاعيم لحمايتهم.
وحتّى قبل جائحة كورونا، فقد كانت وكالة الصحة العامة في جميع الدول تكافح من أجل تغيير آراء الناشطين في مجال الحملات ضد التطعيم، وهو ما دفع منظّمة الصحة العالميّة في 2019 إلى إدراج “التردّد في أخذ اللّقاح” كأحد التهديدات الصحيّة على مستوى العالم.
ديل بيغتيري إحدى الناشطات في حملات “ضد التطعيم” زعمت أنّ العلماء يجرون تجارب للقاحات خطيرة لفيروس لا يشكّل خطراً كبيراً على معظم الناس.
وكان قد انتشر مقطع مصوّر على يوتيوب يتحدّث عن أنّ الوفيّات والإصابات بفيروس كورونا مبالغ فيها، وأنّ المرض مؤامرة من الدول وكبرى الشركات ورجال الأعمال مثل بيل غيتس. وحصل هذا المقطع على 7 ملايين مشاهدة قبل أن تحذفه يويتوب بسبب المغالطات التي يحملها.
عالم الاجتماع في جامعة بنسلفانيا دامون سينتولا يقول إنّ الحملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي تخلق جدلاً حول سلامة اللّقاح حتّى عند الأشخاص غير المعارضين للتطعيم، كما أنّها تنتشر بسهولة بين فئات معيّنة في المجتمع مثلما حصل مع الأميركيّين ذوي البشرة السوداء حيث فشل لقاح الزهري في علاجهم وحمايتهم من المرض.