وجاء في المقال: دعا أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي البنتاغون إلى استبعاد تركيا تماماً من برنامج F-35 بسبب اقتنائها منظومة S-400 الروسيّة، وقد لاحظ المشرّعون الأمريكيّون أنّ الشركات التركيّة تواصل تصنيع مكوّنات للمقاتلات الأمريكيّة، على الرّغم من قرار الكونغرس، يمكن إدراج هذه الملاحظة في إطار خطّة الولايات المتّحدة لحل هذه القضيّة المثيرة للجدل ومع ذلك، فلن تتخلّى تركيا عن S-400.
يمكن إدراج عناد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بخصوص S-400 في “المسار الثابت” الذي تنتهجه أنقرة نحو مزيد من التصعيد مع الدول الغربيّة.
وما الحديث حول المنظومة الروسيّة سوى جزء صغير من مشاكل السياسة الخارجيّة التركيّة، فأنقرة تواجه في الوقت نفسه انتقادات من الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي ودول أخرى في عدد من المجالات.
وفي الصدد، يرى كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدوليّة التابع لأكاديميّة العلوم الروسيّة، فيكتور نادين-رايسكي، أنّ أردوغان يستعرض استقلاليّة السياسة الخارجيّة التركيّة والاعتماد على المصالح الوطنيّة بالشكل الذي يفهمه، وأولويّة هذه المصالح فيما يتعلّق بجميع الالتزامات التركيّة.
وقال لـ”غازيتا رو”: “أردوغان يفعل ذلك بنجاح كافٍ، بما في ذلك ما يتعلّق بـ إس-400 والسيل التركي، الذي وقف الأمريكيّون ضدّه أيضاً. إلّا أنّ المسألة ليست بهذه البساطة، ولا يمكن اختزالها إلى أنّ تركيا تقف في وجه الولايات المتّحدة أو تريد القطيعة مع أوروبا، فالأمر أبعد ما يكون عن ذلك، أردوغان لن يقطع مع الناتو ولن يتخلّى عن الالتزامات اتجاه الحلفاء من جهة؛ وهو من ناحية أخرى، لن يضحّي بالمصالح التركيّة، على الرغم من أنّ تركيا كانت فيما مضى تبدو أكثر استعداداً للقيام بذلك”.