على مدى السنوات الأربعين الماضية، أصبح تفشّي الأمراض بين البشر أكثر تواتراً، وغالبيّتها هي أمراض حيوانيّة المنشأ، مثل الإيبولا وفيروس غرب النيل، وربما “كوفيد-19”.
ولكن ما يجعل تفشّي الأمراض الحيوانيّة أكثر تواتراً من أي وقت مضى، هو في الواقع ممارسات يقوم بها البشر وفقاً للخبراء.
وتقول الصحفيّة العلميّة، سونيا شاه، معدّة كتاب “الوباء” (Pandemic) لعام 2017، إنّ توسّع البشر في المزيد من أراضي الكوكب زاد من احتمال تفشّي الأمراض بطريقتين.
أوّلاً عندما ينتقل البشر إلى ما كان في السابق موطناً للحيوانات، ينتهي بنا الأمر بالعيش بالقرب من الحيوانات التي قد تحتوي على مسبّبات أمراض خطيرة، ثانيا بينما ندمّر أو نغيّر موائل الحيوانات، فإنّنا نُبعد أو نقتل الحيوانات التي كانت ذات يوم بمثابة “جدار حماية” بيننا وبين مسبّبات الأمراض.
ويمكن أن يقلّل تدمير الموائل وتدهورها من صحّة الحيوانات المضيفة، ما يؤدّي بدوره إلى تقويض مناعتها ويسمح لمسبّبات الأمراض بالانتشار.
ولا تظهر تنمية الأراضي البشرية التي تقود هذا الاتّجاه أي علامات للتوقّف.
ويقول العلماء إنّ قدرة الفيروس على التحوّر والتكيّف والانتقال من الحيوانات إلى النظام البشري نادرة جداً، ولكن توسع النشاط البشري يجعل هذا الحدث النادر أكثر احتماليّة.
وبالنسبة لمعظم الناس، حتّى احتل فيروس كورونا الجديد عناوين الأخبار، بدا أنّ احتمال ظهور مرض جديد من العدم وانتشاره في جميع أنحاء العالم بسرعة فائقة، يبدو وكأنّه حدث من فيلم خيال علمي. إلّا أنّ بعض أعضاء المجتمع العلمي دقّوا ناقوس الخطر لعقود.