حذّرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية من تداعيات انفجار المرفأ الذي تصل عبره نسبة 80% من الواردات، على غذاء اللبنانيين، في وقت ترزح فيه بيروت تحت وطأة أزمة اقتصادية ونقدية ومالية غير مسبوقة وتفشي فيروس “كورونا”.
وفي هذا الإطار، تطرّقت الصحيفة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع انهيار الليرة وارتفاع الدولار، محذرةً من تفاقم الوضع نظراً إلى أنّ الخبراء يتوقعون أن تستغرق أعمال إصلاح المرفأ، حيث تقع أهراءات القمح أشهراً.
ونقلت الصحيفة عن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيره من أنّ “الأضرار الجسيمة التي لحقت بمرفأ بيروت قد تحد من وصول الإمدادات الغذائية إلى البلاد وترفع أسعار المواد الغذائية بما يتخطى قدرة عدد كبير من اللبنانيين الشرائية”.
وأمس، قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، إن الخبز قد ينفذ من لبنان في حوالي أسبوعين ونصف ما لم تُتخذ إجراءات طارئة لتشغيل المرفأ.
ونظراً إلى الأضرار التي لحقت بمرفأ بيروت، تتجه الأنظار إلى مرفأ طرابلس الذي يبعد 80 كيلومتراً عن العاصمة، إذ تأمل السلطات اللبنانية في استخدامه لسد فجوة الاستيراد، وفي تقريرها، أوضحت الصحيفة البريطانية أنّ قدرة مرفأ طرابلس على إفراغ السفن والحاويات تبلغ نصف قدرة مرفأ بيروت، ناهيك عن أنّه يعاني إهمالاً منذ سنوات.
وحول ذلك، أشار المدير العام لشركة مطاحن الدقيق الوطنية (عند مدخل طرابلس)، أنس الشعار، من غياب مبنى لتخزين الحبوب في مرفأ طرابلس. وكشف الشعار أنّ شركته اقترحت في العام 2013 تشييد إهراءات “من أحدث ما يمكن” بالتعاون مع شركة سويسرية إلاّ أنّ الحكومة لم تخصص أرضاً لتنفيذ المشروع.
وفي حين استبعد الشعار حصول نقص في مخزون الحبوب، حذّر المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية، ميشال افرام، من أنّ النقص في مخزون الأرز والسكر والطحين وشيك، إذ قال: “ما زل المخزون كافياً في السوق حتى الآن”، لكن قد تؤثر الكارثة على “أسعار المواد الغذائية”، لا سيما وأنّ الدولار تراوح بين 7350 – 7500 ليرة في السوق السوداء في الساعات الأخيرة.