عصب نيوز- غانم محمد
نتائج الزلزال البافاري والذي دمّر الفريق الكاتالوني بقوة (8) أهداف على مقياس الشامبيونزليغ لم تكن قليلة، لكنها وحتى الآن، لا تعدو عن كونها محاولة لامتصاص الغضب، وتهدئة النفوس، أما الحلول الحقيقية فستتحدث عن نفسها مع التشكيلة التي ستحمل لواء برشلونة في منافسات الليغا للموسم القادم 2020/2021، لذلك فإن الترقب سيستمر حتى بعد قدوم الهولندي رونالد كومان والذي ضحى بمنتخب بلاده من أجل عيون برشلونة، في قرار قد يندم عليه إذا ما فاز (فونت) برئاسة نادي برشلونة في آذار القادم، حيث أعلن الأخير أن كومان لن يكون مدرباً لبرشلونة إذا فاز برئاسة النادي…
ما يُطرح الآن كنوع من ارتدادات الزلازل البافاري ليس واضحاً تماماً، وستبقى العقدة الأهم في اللاعبين الذين سيمثلون برشلونة في الموسم القادم، وبالتالي قدرة إدارة جوسيب ماريا بارتوميو على الدفع من أجل صفقات مميزة هذا الصيف، وإلا فإنها (الإدارة) ستفقد حظوظ نجاحها في الانتخابات القادمة، وستسلم للإدارة التالية فريقاً دون مستوى الطموح..
في التكهنات، هناك حديث عن تغيير جلد الفريق، وأن قسماً كبيراً من اللاعبين الحاليين سيبحثون عن وجهة أخرى، وبالمقابل فالحديث عن الاستقدامات الجديدة يبقى رهناً بالقدرة على الدفع من جهة، وقدرة الأندية الأخرى على تحصين لاعبيها كما فعل باريس سان جيرمان الفرنسي مثلاً حيال نجميه نيمار دا سيلفا، وكيليان مبابي..
الأمر الواقع بقول إن معدل أعمار الفريق الذي خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا يتجاوز الـ 29 عاماً، ونظرياً هذا يعني أن القسم الأكبر من لاعبيه اقترب من سن التقاعد، وإنه لا يمكن التعويل عليه في الموسم الجديد، وعلى عكس غريمه التقليدي ريال مدريد، فإن المدربين الذين تعاقبوا على الإدارة الفنية لبرشلونة، لم يمنحوا الفرص الكافية للاعبين شباب يشكلون لاحقاً قوام الفريق، لذلك لابد من دفع الأموال، واستقدام لاعبين جدد، على الرغم من الآثار الحالية السلبية لجائحة كورونا على كل أندية كرة القدم في العالم.
إقالة المدرب كيكي سيتيسن، والمدير الرياضي إيريك أبيدال والتوجه نحو التخلي عن عدد كبير من اللاعبين وعدم وضوح موقف الأرجنتيني ليونيل ميسي وتقدمه بالعمر واستمرار قلة الموارد بسبب إقامة المباريات بلا جمهور وتراجع عائدات التسويق، كلها مفردات لا تغيب عن بال القائمين على كرة برشلونة، وقد يكون من الصعب حلّها دفعة واحدة وهو ما قد يزيد القلق لدى الأنصار والمتابعين.
ثمة جزئية مهمة، لا نعرف على وجه الدقة كيف ستدار خلال هذه المرحلة، ونعني انتخابات الرئاسة الكاتالونية…
الرئيس الحالي لنادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، وكلما اعتقد أنه مشى في حلّ ما يقوّي موقفه الانتخابي خرج عليه خصومه بانتقادات لاذعة..
إن حاول بارتوميو استغلال الظروف الحالية وأدار دفتها بشكل يغير حال الفريق خلال الموسم القادم فإنه سيصيب هدفين معاً، الأول هو إعادة فريق برشلونة إلى حيث يجب أن يكون، والثاني سيقوي بذلك حظوظه بالاستمرار على كرسي الرئاسة لدورة انتخابية جديدة، أما إن حصل العكس، فإن بارتوميو قد لا يرشح نفسه للانتخابات، لأنه سيدرك أن لا حظوظ له فيها.
المدرب الهولندي رونالد كومان والذي تخلى عن تدريب منتخب بلاده من أجل برشلونة يفترض أنه تلقى وعوداً تسمح له بتنفيذ مشروعه في برشلونة، وإلا لما خاطر بمستقبله، وحضر إلى برشلونة بهذه السرعة، كل التفاصيل الكاتالونية مهمة في هذا التوقيت لكنها متحركة ولا يمكن الحكم أو البناء عليها، الشيء الوحيد المتفق عليه لدى أنصار برشلونة هو أن إقالة كيكي سيتين قرار صحيح 100% وإن كان متأخراً.