انطلقت اليوم الاثنين في مدينة ألاك أشغال ورشة فنية للتحضير للحملة الوطنية المقبلة لتحصين المواشي لموسم 2020-2021.
و تهدف الورشة إلى مناقشة مختلف الإجراءات المتعلقة بهذه الحملة بغية أخذ الاحتياطات اللازمة لتنظيمها وفق الضوابط الفنية وبطريقة تمكن من تحصين أكبر عدد ممكن من المواشي ضد أخطر الأمراض الحيوانية المعدية، المستوطنة منها والعابرة للحدود.
وأوضحت الأمينة العامة لوزارة التنمية الريفية، السيدة زينب بنت أحمدناه، في كلمة بالمناسبة، أن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يولي عناية خاصة لقطاع الثروة الحيوانية نظرا لأهميته في تعزيز التنمية المحلية والدفع بعجلة الاقتصاد الوطني.
ونبهت إلى أن الثروة الحيوانية تشكل رافدا أساسيا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا اعتبارا لما تزخر به من مقدرات وفرص واعدة، مشيرة إلى دورها المحوري في تحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر.
واستعرضت بعض المعوقات التي تواجهها هذه الثروة – والتي تحد من تعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني – كالجفاف و اعتماد نظم الرعي على المراعي الطبيعية وانتشار الأمراض المعدية والعابرة للحدود وضعف الخدمات التأطيرية والإرشاد وغياب الصناعات التحويلية.
وأضافت أن الحكومة ولمواجهة هذه التحديات قامت بعدة تدخلات عبر برامج استعجالية كان آخرها “البرنامج الرعوي الاستعجالي “الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم الثالث عشر أبريل الماضي.
كما أكدت على أهمية الصحة الوقائية ومكانتها المركزية في المنظومة الصحية البيطرية، مشيرة إلى أن الوزارة أعطتها الأولوية اللائقة بها في مختلف البرامج الصحية البيطرية التي يأتي في مقدمتها البرنامج الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل”برابس”الممول بالتعاون بين بلادنا والبنك الدولي.
وبدوره استعرض السيد محمد ولد أحمد طالب، العمدة المساعد لبلدية ألاك، الخصوصيات الرعوية لولاية لبراكنه عموما ولبلدية ألاك خصوصا، شاكرا وزارة التنمية الريفية على اختيارها عاصمة الولاية لتنظيم هذا الملتقى الهام.
وأكد الدكتور باب دومبيا، مدير المصالح البيطرية بوزارة التنمية الريفية، في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، أن هذه الورشة التي تدخل في إطار الاستعداد لانطلاقة الحملة المقبلة لتحصين المواشي ستمكن من تدارس العقبات والبحث عن أنجع الحلول العملية لها في الوقت المناسب وتقييم الحملة المنصرمة والوقوف على العراقيل التي حالت دون تحقيق الأهداف.
وأضاف أن الورشة سيتم في إطارها وضع خطة الحملة المقبلة من حيث توزيع الفرق البيطرية على الولايات و تحديد المستلزمات للوصول إلى الأهداف.
وقال إن الحملة المنصرمة مكنت من تحصين ثلاثة ملايين رأس من الأغنام والماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة من أصل أربعة ملايين رأس كانت مبرمجة، ومن تحصين أزيد من مليون رأس من الأبقار ضد ذات الرئة والجنب الساري، من أصل مليوني رأس .
وقال إن التلقيح ضد هذه الأمراض المذكورة إجباري وفق إستراتيجية تعتمدها الدولة، بالتعاون مع عدة دول للقضاء على هذه الأمراض التي تشكل خطرا كبيرا على الثروة الحيوانية.
و نبه إلى أن الدولة تدعم جزءا من توفير اللقاحات المستخدمة و أن الحملة تشمل التلقيح ضد أمراض مستوطنة كالباسترولا لدى الحيوانات وداء التسمم الوشيقي لدى الأبقار والأغنام والجدري لدى المجترات الصغيرة وذلك بحسب طلب المنمين أو في حالة ظهور بؤر مرضية في أي منطقة من البلاد.
و أوضح أن من أهم الصعوبات التي شهدتها الحملة المنصرمة، عدم فهم المنمين أنفسهم أهمية القضاء على هذه الأمراض وعدم التجاوب مع الفرق البيطرية المتنقلة، مبرزا أن إدارة المصالح البيطرية قامت بالتعاون مع المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل بحملة تحسيس من خلال منظمات المجتمع المدني المهتمة بالثروة الحيوانية والسلطات الإدارية في بعض المقاطعات الأقل تحصينا لمواشيها حيث أعطت تلك الحملة نتائج جيدة.